تكررت أحداث الشغب في ملاعبنا خلال المراحل الثماني الماضية من عمر الدوري الممتاز لكرة القدم، حتى لا يكاد بلاغ من بلاغات اتحاد الكرة يخلو من العقوبات المتخذة بحق أندية وجمهور وإداريين ولاعبين.
وبعيداً عن الأسباب المباشرة والتي معظمها يتعلق بحالة عدم الرضا على قرارات الحكام، والتي قد يكون منها الكثير من الأخطاء، إلا أن السبب الأساسي والمهم في رأينا هو غياب الوعي والثقافة وخاصة ما يتعلق بموضوع تقبل الخسارة، وخاصة أن المباريات في أي لعبة تكون ضمن بطولات ومنافسة شريفة، وليست قائمة على أساس الثأر أو الانتقام.
نعم من المؤسف أن الوعي يغيب بشكل شبه كامل عن معظم أطراف اللعبة، فالإداريون عموماً ليسوا على كفاءة وحكمة ليضبطوا الأمور ويمنعوا الاعتراضات التي تؤجج المشكلة، بل هم غالباً ما يشاركون في الاعتراض ويضغطون هنا وهناك، ما يزيد التوتر والفوضى، ويشعل الشغب الذي يدفع ثمنه الجميع، ويعطي صورة سلبية قاتمة عن حال رياضتنا وأنديتنا.
في كثير من المباريات ومع أي قرار للحكم بحق فريق ما نجد الاعتراض في المنصة الرئيسية حيث يجلس كبار الأندية والرياضيين، وكذلك على مقاعد الاحتياط وفي الملعب ليظهر الصدى على المدرجات!.
للأسف نعم هذا الأمر يبدأ من الصغر في الأندية مع إداريي ومدربي ولاعبي الفئات الصغيرة، ليكبر معهم ويصبح مرضاً مؤثراً، في حين من المهم أن يتعلم الجميع مع الألعاب وفنونها أن الرياضة فوز وخسارة، وأن الاعتراض على قرارات الحكام مرفوض وإن كانت ظالمة، وأن الخسارة ليست نهاية العالم وممكن تعويضها بالهدوء وضبط النفس والاهتمام بالتدريب أكثر.
ولعل من المهم اليوم مع ازدياد الشغب ضرورة التوجيه إلى فروع الاتحاد الرياضي بإقامة ندوات للتوعية للأندية بكل كوادرها، ويكون التركيز فيها على التحلي بالروح الرياضية، والفهم الحقيقي لمفهوم الرياضة والمنافسة فيها، كما يجب اتخاذ إجراءات انضباطية للردع والحد من تفاقم هذه الظاهرة.
ما بين السطور- هشام اللحام