الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
لم يكن استقبال ألمانيا لرئيس منظمة إرهابيي ” الخوذ البيضاء” المدعو خالد الصالح إلا دليلاً قاطعاً وجامعاً على مدى تورط الحكومة الألمانية بدعم الإرهاب في سورية واستمرارها بهذا الدعم عبر هذا الاستقبال الذي لا ينم أيضاً إلا عن محاولات مستمرة لاستفزاز الشعب السوري المقاوم والمحارب للإرهاب ومسعاه في مكافحته أينما وجد.
هي صورة ألمانيا تتعرى باستقبال هذا الإرهابي وغيره من الإرهابيين مجدداً، وتكشف مدى تورطها بالفضائح العدوانية للحرب الإرهابية على سورية وتفضح معها مستوى النفاق وحملات التضليل والتشويه والتشويش التي كانت تمارسها مع الحكومات الأوروبية للنيل من سورية وشعبها وجيشها عبر مسرحيات الدجل الكيميائية لاتهام الجيش العربي السوري زوراً وبهتاناً وتأليب الرأي العام عليه.
كما يؤكد هذا الاستقبال أن ألمانيا لا يمكن أن تخرج من جلدها الغربي والصهيو-أميركي باعتبار أن واشنطن والكيان الصهيوني الغاصب هما الداعم الأساسي لهذا الفرع الإرهابي الذي ارتكب العديد من الجرائم بحق السوريين، والحكومة الألمانية ثبت أنها شريكة بتلك الجرائم من خلال دعمها لهذا التنظيم، وتسترها على جرائمه في المحافل الدولية والدفاع المستميت عن المرتزقة المنضويين تحت رايته، وتقديم المساعدات المستمرة لهم إلى جانب الأميركيين والفرنسيين والأتراك والبريطانيين وغيرهم من داعمي الحرب.
هذا الاحتضان الألماني لرئيس منظمة إرهابيي ” الخوذ البيضاء” وحمايته وتقديم الدعم له، وبالعلن ودون أي خجل يحاكي الاحتضان الصهيوني لمتزعمي الإرهاب، وحمايتهم ومعالجتهم في مشافيه بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقلهم وتهريبهم إلى الدول الأوروبية عندما تمكن الجيش العربي السوري من تطهير أراضي الجنوب السوري بعدما قضى على التنظيمات الإرهابية بتسمياتها وأشكالها المتعددة.
كم تكذب ألمانيا على نفسها عندما تتحدث عن سعيها لمكافحة الإرهاب والتطرف وتتحدث عن الإنسانية وعن معاناة السوريين وضرورة مساعدتهم؟ وهي باستقبالها الإرهابي الصالح وأمثاله وحمايتهم أبعد ما تكون عن الإنسانية وعن أي تفكير بمعاناة السوريين، والحقيقة اليوم تظهر وتتجلى علناً لتؤكد أن ألمانيا شريكة رئيسية في دعم الإرهاب على سورية، وفي الحصار الأميركي الغربي الذي تمارسه واشنطن وأتباعها وأدواتها.
احتضان ألمانيا لمتزعمي الإرهاب هو انتهاك سافر لقرارات الشرعية الدولية، وخطوة إرهابية لا يمكن أن تقبل بميزان الإنسانية بل تصب في سياق العدوان المستمر ودعم الإرهاب تحت مسميات زائفة، وهنا لا يمكن أن تكون ألمانيا شريكة في صنع السلام ومكافحة الإرهاب يوماً ما، لأن من يكرم إرهابياً امتهن قتل الأبرياء، هو إرهابي بامتياز، وهو رأس الحربة في العدوان على سورية وشعبها.
سورية قالت كلمتها بأن لا رجعة عن قرار مكافحة الإرهاب وأن طريق النصر الاستراتيجي لا بد من إكماله على أراضيها، وبالإرادة والعزيمة والعقيدة الوطنية سيهزم السوريون، أصلاء ووكلاء وأدوات الحرب الإرهابية مهما أوغلوا بجرائمهم، ومهما تمادى رعاة الإرهاب في غيهم.