تشريح الواقع الثقافي والحالة الإنسانية ودلالاتهما على تقدّم الشعوب أو تأخرّها، وعلى مشاركة الشعوب العربية تحديداً بأيّ ثورة من ثورات الحياة التي أنجزها الغرب الأوروبي والأميركي على حدّ تعبير أدونيس، هو تشريح بالمنطق والواقع والدلالات التي بين أيدينا وأمام ناظرنا يبدو منطقياً وواقعياً…!!!.
ولكن بالنظر إلى ماهو خلف ناظرنا وماهو خارج قبضة أيدينا هل يمكننا أن نُبقي على النتيجة المنطقية التي أوصلتنا إليها ما قد يقدّمه الغرب والأميركي من العرض الذي يسبق برهان النظرية؟.
نحن ومنذ عقود في دائرة الإنسان المقاوم، الإنسان الذي يدعو إلى التحرّر من هذا (الوباء الكوني) وكلّ آلات وأدوات الليبرالية تُقطّع أوصاله وأوتاره وشرايينه وتفكّك مفاصله ليبقى أسير قفص المخابر، حتى عندما يقبل هذا الإنسان المقاوم بواقعه ويكتفي بأن صحته وعافيته يمكن لهما أن تنقذانه من الانقراض ومعاودة الوقوف من جديد على قدميه ليصبح أكثر من مقاوم وإنسان فعّال، يتم محاربته في تلك الصحة والعافية، فانفلونزا الطيور والخنازير وغيرها مرّت وقاومها الإنسان، لكن الهدف من (كورونا) وما بعد (كورونا) عوضا عن (الحداثة ) ومابعد (الحداثة) أمر كارثي، فالمُراد من هذا الوباء اليوم خلق إنسان عربي عليل حتى جسده وعافيته لايمكنهما المقاومة…
ولاتتوقف محاولات وأشكال الليبرالية في ضرب جوهر الانتماء العربي، وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد بقوله: ( يريدون أن يفرقوا بين العروبة والإسلام ويفرقوا بين القرآن ولغته ويفرقوا بين المسلم والمسيحي ويضربوا جوهر انتماء هذا المجتمع وهو الانتماء العربي الذي تكرس عبر السياق التاريخي)
بهذا المنطق والفكر لن ننقرض لأننا مازلنا مع الطبيعة التي لا تنكر عروبتنا وجوهر انتمائنا، ومن هم ضدّ الإنسان والطبيعة من الليبراليين القديمين أو الجدد يتجاهلون ويغفلون عن أنّ الطبيعة بصورها الإنسانية لا تكره البشر وستنتصر لهم مهما حاولوا تلويث السماء والأرض…
رؤية – هناء الدويري