أسابيع قليلة تفصل الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب عن مغادرة غير ميمونة للبيت الأبيض ما يجعله في حالة ترنّح سياسي دائم وفي كل الاتجاهات لاختلاق الأحداث وافتعال الأزمات المركّبة على أزماته علّه يحدث خرقاً يقطع به الطريق على بايدن لتسلّم مقاليد الإدارة الأميركيّة.
من إيران إلى روسيا فالصين تمتد ساحة الكذب الترامبي الذي وجه تهديداً مباشراً لطهران في حال مقتل أحد جنوده في العراق بعد أن حمّلها مسؤولية استهداف المنطقة الخضراء قرب السفارة الأميركيّة في العاصمة بغداد في تهمة جاهزة لا تخلو من اللعب المكشوف هدفها عرقلة كل جهد يرمي إلى العودة للاتفاق النووي أولاً، وثانياً وضع أكبر كمٍّ من العقبات أمام الرئيس المنتخب جو بايدن في بداية ولايته وخاصة أن طهران ردّت بشكل حاسم فيه الكثير من الحكمة أمام هذا الكمّ الكبير من جنون واشنطن فحذّرت من إثارة التوتر وارتكاب أي مغامرات خطيرة وأبدت رفضها لأي استهداف للبعثات الدبلوماسية والمناطق السكنية في العراق.
وأيضاً مطبات ترامب أمام بايدن لا تخلو من العبث مع روسيا التي اتهمها بشكل موارب بأنها وراء الهجمات السيبرانية التي ضربت بعض المؤسسات الأميركيّة وهي إشارة تلقّفتها موسكو وردّت عليها صراحة وبشكل رسمي بأنها لا تستبعد أن يكون الغرض من هذه الاتهامات حول الهجمات الالكترونية محاولة منع تعاون بايدن معها.
ترامب الذي يحاول توريط بلاده بشتى الأزمات الخارجية يعيش ما تبقّى له من أيام في البيت الأبيض منقلباً على من حوله ويصف جميع معاونيه بالضعفاء والأغبياء، بعد أن فشل في الفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية فوفق العديد من المصادر الإعلاميّة والسياسيّة المقرّبة منه يعمل على توجيه الإهانات إلى أركان إدارته من بينهم نائبه مايك بنس، ورئيس الأركان مارك ميدوز، ومستشار البيت الأبيض بات سيبولوني، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
العالم كلّه بات يعلم أزمة ترامب في الداخل والخارج التي يحاول تغطيتها بإشعال حروب التصريحات ولكن هل يقف عند ذلك الحد أم إنه سيجازف بارتكاب حماقة سياسيّة تشعل العالم وتغطّي على فشله في إدارة أبسط الأزمات كرئيس للولايات المتحدة الأميركيّة..؟
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير: بشار محمد