الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
خطوات الحصار والإرهاب والعدوان ضد شعبنا لم تتوقف يوماً واحداً منذ شنّت منظومة العدوان حربها الإرهابية عليه وحتى الآن، وإجراءاتها القسرية والأحادية الجانب لم تنته عند حدود منع الغذاء والدواء عن أهلنا، ولا عند تخوم منع مؤسساتهم الإعلامية من إيصال كلمتها الصادقة إلى الرأي العام الداخلي والخارجي، بل تعدتها إلى أكثر من ذلك بكثير.
فمن كان يراقب مخططات هذه المنظومة الشريرة، منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية عام 2011 وحتى اليوم، يجد بالمعلومة والرقم والوثيقة والصورة والفيديو أن حكامها ومؤسساتها الإعلامية والعسكرية والاستخبارية قاموا بكل ما تعرفه القواميس القانونية من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لتدمير الدولة السورية وتشريد مواطنيها، والغاية في نهاية المطاف هي أن يهنأ الكيان الإسرائيلي بأمنه المزعوم، وكي تنهب المنظومة خيرات السوريين وثرواتهم وتعيد رسم خارطتهم وفق ما تشتهي سفن شركاتها الاحتكارية وأطماعها الاستعمارية.
ومن حصادهم المشؤوم أنهم دمروا المدن والقرى، والرقة شاهدة على جريمتهم، وقتلوا آلاف الأبرياء بصواريخ طائراتهم التي زعموا أنها طارت في سماء سورية لتدك معاقل داعش والنصرة، وإذ بها تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتنقل متزعمي هذه التنظيمات المتطرفة من مكان إلى آخر لاستثمارهم قدر المستطاع في مناطق أخرى من سورية وغيرها، ونقلهم إلى ناغورني كارباخ وليبيا المثال الصارخ.
حرقوا قمح السوريين، وسرقوا نفطهم، وحاصروهم في لقمة عيشهم، ومنعوا الدواء والغذاء عنهم، وغيبوا قنواتهم الفضائية عن فضاء العالم من خلال إنزالها عن ترددات الأقمار التابعة لمؤسساتهم العدوانية، وبموازاة ذلك وظفوا إمبراطورياتهم الإعلامية الكبرى لقلب الحقائق وخدمة لسياساتهم الاستعمارية في سورية والمنطقة برمتها.
وفي جردة حساب سريعة لأحداث هذا الأسبوع نجد خطواتهم وقد عرّت إرهابهم المذكور، فقرار “يوتلسات” كشف زيف مزاعم الأوروبيين التي تدعي احترام الحريات الإعلامية والدفاع عنها واحترام ميثاق الشرف الإعلامي العالمي وقبول مبدأ الرأي والرأي الآخر، وأثبت أنهم مجرد بوق رخيص لأميركا تستخدمه متى تشاء، ولأي غاية تريد، وبيان خارجية واشنطن لتشديد العقوبات على السوريين واستمرارها كشف وجههم القبيح، واستقبال ألمانيا لمتزعم الخوذ “البيضاء الإرهابية” عرّى دعمهم للإرهاب.
ولكن بالمقابل فإن السوريين سحبوا البساط من تحت أقدامهم، وفضحوا إمبراطورياتهم الإعلامية الكاذبة، وفضحوا صورهم المزيفة ومسرحياتهم المضللة، وعرّوا مخططاتهم، وكما انتصروا بإرادتهم وقوة جيشهم الوطني على الإرهاب فإنهم سيحررون ما تبقى من أرضهم وسيتجاوزون كل خطواتهم الإرهابية في العقوبات والحصار.