لا ترسم ممارسات وسياسات منظومة الإرهاب المستمرة ملامح المشهد فحسب، بل باتت تؤكد وتثبت استراتيجيات تلك المنظومة للمرحلة المقبلة التي دُفع بها فوق صفيح بدا أكثر سخونة من ذي قبل.
كل التصريحات الأميركية التصعيدية التي رافقتها على الأرض ممارسات إرهابية واحتلالية لأدوات ومرتزقة الولايات المتحدة من شأنها أن تشرع الأبواب ليس على المجهول فقط، بل على الجحيم أيضاً، لاسيما في ظل فائض العجز والحماقة الذي تمتلكه أميركا وأذرعها في سورية والمنطقة عموماً.
في حقيقة الأمر، فإن كل ما تقوم به أطراف الإرهاب وأدواته، يندرج في سياق تبادل الأدوار كجزء من المحاولات المحمومة لمنظومة الإرهاب للضغط على الدولة السورية بهدف إرغامها على القبول بالإملاءات والشروط الصهيو-أميركية.
ليس الانفصام عن الواقع هو ما يطبع مواقف وتصريحات وقرارات منظومة الإرهاب، بل أيضاً الانفصام والانفصال عن حقائق التاريخ والجغرافيا، وهذا ما يجعلها فريسة سهلة لطموحاتها وأهدافها الاستعمارية، لاسيما الأميركي والأوروبي اللذين لا يزلان يراهنان على قلب الواقع والعبث بالقواعد والمعادلات المرتسمة بدماء وتضحيات شهداء ورجالات جيشنا العظيم.
كل ما يحصل من حصار وعقوبات وممارسات إرهابية وإجرامية من قبل منظومة الإرهاب، هو جزء لا يتجزأ من الحرب الإرهابية المتواصلة على شعبنا العظيم، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر، وهذا من أجل دفعه للخضوع والاستسلام والتنازل عن الثوابت والحقوق والقبول بالشروط والاملاءات الأميركية والصهيونية.
إن الواقع بقواعده ومعادلاته بات أكبر من كل محاولاتهم لتغييره والعبث به، وهو الأمر الذي يجسد حقيقة أضحت ساطعة وثابتة، وهي عجز أولئك المرتزقة والإرهابيين عن قلب الواقع وتبديل عناوينه، وهذه حقيقة يتوجب عليهم فهمها وإدراكها جيداً، أي أن كل ممارساتهم الإرهابية التي تهدف إلى مراكمة الوجع و الضغط والحصار والعبث بحوامل المشهد، هي محاولات مصيرها كسابقاتها الفشل المحتوم، وبالتالي فهي ليست إلا تضييعاً للوقت ومقارعة لطواحين الفراغ.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي