الثورة اون لاين – عبد الحليم سعود:
لطالما شكّل المهجرون واللاجئون السوريون الذي اضطرتهم الجماعات الإرهابية خلال سنوات الحرب الإرهابية للنزوح من قراهم وبلداتهم إلى دول الجوار، مادة للابتزاز السياسي والاستثمار الإعلامي من قبل بعض الجماعات والجهات والأطراف الحاقدة على الدولة السورية ممن يشاركون بدور ما في الحرب الإرهابية على سورية، حيث يتعرض هؤلاء المهجرون والنازحون سواء في تركيا أم لبنان أم الأردن إلى صنوف مختلفة من المهانة والمعاناة القاسية والظروف الصعبة التي تدفعهم لركوب البحر وتحمل الأهوال المختلفة للوصول إلى دول أوروبا التي تتلكأ في استقبالهم، في حين تحول بعض الجهات المرتبطة بمحور العدوان دون عودتهم إلى حضن وطنهم، حيث تبذل الدولة والحكومة في سورية جهوداً مضنية لاستعادتهم وتأمين كافة احتياجاتهم رغم الظروف التي تتعرض لها من عدوان واحتلال وحصار اقتصادي وضغوط سياسية متنوعة، فضلاً عن استمرار كل من النظام التركي والولايات المتحدة الأميركية ومرتزقتهما من جماعات إرهابية وانفصالية باحتلال أجزاء من الشمال السوري حيث الموارد الاقتصادية المهمة التي تحتاجها سورية لإعادة إعمار ما خربته هذه الحرب وتأمين العودة الكريمة لكل المهجرين واللاجئين إلى الوطن.
بالأمس وفي إطار زيادة معاناة اللاجئين السوريين في لبنان أقدمت جماعات مأجورة ـ لا شك أنها مرتبطة بمحور العدوان – بالاعتداء على أحد مخيمات اللاجئين في منطقة المنية شمال لبنان وأحرقت عشرات الخيم في المخيم ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وتشريد المئات منهم، في اعتداء جديد يكشف جزءاً من النوايا الخبيثة التي تكنها بعض الأطراف اللبنانية من أجل الإساءة للعلاقات الطيبة التي تجمع لبنان بسورية عبر افتعال مشكلات جديدة تسهم في افتعال الخلافات بين البلدين الشقيقين في هذا الملف الإنساني الحساس، وقد سبق أن تعرضت مخيمات اللاجئين في اكثر من منطقة في لبنان لاعتداءات مشابهة من قبل عناصر مشبوهة تابعة لجهات معينة بهدف توتير العلاقات بين الشعبين والبلدين مستغلة حوادث فردية لا يتحمل مسؤوليتها لا اللاجئون ولا حكومتا البلدين.
إن تكرار مثل هذه الحوادث والاعتداءات المؤسفة على اللاجئين السوريين في المخيمات يحمّل الجهات المعنية في لبنان الشقيق مسؤولية إنسانية مضاعفة لتأمين حمايتهم ورعايتهم إلى حين عودتهم إلى وطنهم، حيث تبذل الدولة السورية أقصى ما لديها من مساعٍ وجهود وبما يتوفر لديها من وإمكانات – وآخرها مساعيها عقد مؤتمر لعودة اللاجئين الشهر الماضي – لتأمين عودة كريمة ولائقة بهم، كما يحمّل الأسرة الدولية مجتمعة مسؤولية الحفاظ على أمنهم وسلامتهم وكرامتهم لأنهم يقعون من ضمن مسؤوليات الأمم المتحدة ومؤسساتها ذات الصلة باعتبارهم نازحين بسبب الحرب والعدوان، كما تقع على المجتمع الدولي مسؤولية تسهيل عودتهم وإزالة كل العراقيل التي تمنعها أو تحول دونها، والحيلولة دون استخدامهم كورقة ضغط سياسية جديدة على الدولة السورية من جهة أو على الحكومة اللبنانية من جهة أخرى، إذ يكفي هؤلاء اللاجئين ما يلحق بهم من ذل ومعاناة وانتقاص لكرامتهم بسبب بعدهم عن وطنهم وإقامتهم في مخيمات تفتقد الحد الأدنى من شروط الحياة الطبيعية، حيث تعمل جهات معروفة بعدائها لسورية والسوريين بزيادة معاناة هؤلاء اللاجئين للدفع بهم نحو الغرق في البحار أو استعمالهم كأدوات للتطرف والإرهاب حيث مافيات السلاح والإرهاب تتربص بهم، من أجل استخدامهم في مشاريع وأجندات مشبوهة تخدم أغراضهم الدنيئة وأغراض مشغليهم من دول العدوان.