الملحق الثقافي – الهام سلطان:
أيامٌ فنّية جميلة واستثنائية، هي تلك التي أُقيمت برعاية الدكتورة “لبانة مشوح” وزيرة الثقافة، وفي “صالة السيد للفنون التشكيلية”.
إنها “أيام الفن التشكيلي السوري” التي تمَّ الاحتفاء بها ضمن صالةٍ عرضت بهذه المناسبة، مجموعة من مقتنياتها الفنية التي قدمها فنانون كبار. مقتنيات “صالة السيد” التي شارك في المعرض الذي أقامته واستمر لأيام، مجموعة من الفنانين التشكيليين، ومن مختلف الأعمار. “سوسن جلال، نهى جبارة، غادة حداد، معد الراهب، والمغترب جاز”.
ضمَّ المعرض الذي أقيم في الصالة، نحو 40 لوحة ومنحوتة من مختلف المدارس والأساليب الفنية، وكان أن التقينا فيها السيدة “إلهام باكير” مديرة الصالة، فقالت بعد حوارنا معها وسؤالها عن أهمية هذه الفعاليات والمهرجانات، بأن هكذا معارض: “تجعل الوطن ينبض بالحياة رغم الألم، وبأن للفنانين دوراً كبيراً في هذه الظروف، وهو تقديم رسالة سورية. إنسانية وحضارية وإبداعية.
قالت أيضاً، وعن تاريخ “صالة السيد”، أن “انطلاقتها كانت عام 1989 وبأنها لاتزال قائمة حتى اليوم، تمارس نشاطاتها ومعارضها الفنية والثقافية، وندواتها الفكرية”.
السيدة “إلهام باكير” التي كانت مقيمة خارج سورية، والتي كانت تعمل في مجال الأزياء، جابت العالم وتعرفت على الكثير من عروض الأزياء والمتاحف، وقد حملت في ذاكرتها الرؤية البصرية ومعالم الجمال، وعادت إلى دمشق لتمارس عملها في مجال الفن، فافتتحت صالة “السيد” وبدأت بعرضِ لوحاتٍ لكبارِ الفنانين. مثل “أسعد عرابي” و “عز الدين شموط” وضياء غزاوي” و “طارق مارستاني” و “سامي برهان”، إضافة إلى الندوات التي كان منها، للموسوعي “صلاح الدين محمد” وللدكتور “علي القيم” وأيضاً، للكاتب والروائي الراحل “ممدوح عدوان”.
ننتقل من مديرة الصالة، السيدة “إلهام باكير” إلى الفنانة التشكيلية “سوسن جلال” التي تحدثت عن مشاركتها بالمعرض، قائلة عن العملين المشاركين “زهور “و”الورود”:
“الزهور هويتي رغم أنني أرسم الطبيعة والبورتريه والواقعية. العملان مرسومان بالأكرليك والزيتي، وقد كان السبب في اختياري لرسم الزهور، الألم الذي نعيشه، والظلام الذي سعيت لمواجهته، بلوحاتٍ عن الجمال والفرح والأمل”.
أيضاً، كان للفنانة التشكيلية “نهى جبارة” المشاركة في المعرض، رأيها بهذه الفعالية التي رأت أن أهميتها تكمن في كونها: “تقوم بعرض الفن السوري” وهو ما جعلها تشارك بعملين، تضمّنا الفكرة نفسها، وهي أن:
“أحلامنا رغم الحزن والسواد التي يسود حياتنا من آثار الحرب، ستبقى دائماً حيث الضوء والأمل، واللوحة التي شاركت بها وتجسد العصفور الملون والحلم الذي نتمنى تحقيقه، هي دعوة للسعي خلفه بالطيران والتحليق”.
ننتقل إلى الرسالة التي سعت الفنانة “غادة حداد” لتقديمها ضمن المعرض، وهي رسالة لا تختلف عن رسائل جميع المشاركين، حيث كان رأيها:
“في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، علينا تقديم ما يحتفي بالروح.. الأيقونات ضمن فترة أعياد الميلاد، ولوحات شموع الأمل بالحياة، وبغدٍ أجمل، ووجوه خاشعة ترسم الصلاة رسالة أمان وحبٍّ لسورية. أيضاً، لوحة تحمل شهداء الحرب، وقد وضعتهم مع شخوص، وكانوا بحالة صلاة وخشوع ورجاء”.
لوحة أخرى، هي “الاحتواء”. سورية الأم وهي تضم أبناءها، وقد شبَّهتها بلوحه للسيدة مريم العذراء في كنيسة صيدنايا وهي تحتوي اليسوع، واللوحة لا تحوي عيوناً، بل تحوي صلاة وصمتاً.
“اللوحة لا تكون لوحة، إن لم تكن ألواناً وطبقات”.. هذا ما بدأ الفنان التشكيلي المغترب “جاز” بقوله، ليكون ما قاله بعدها: “دمشق هي حبي الأول، وأنا متأثر بعمل الفنان رودان”.
شارك في المعرض بلوحة لشخوص تقرأ، دالاً على أهمية القراءة التي تحمل عوالم مختلفة، وكذلك عرض لوحاتٍ لأشخاصٍ بحالاتٍ مختلفة، ولوحة بألوانٍ فرحة لبورتريه بمراحل مختلفة جعلت رسالته:
“السرُّ مختبأ في الضوء الذي هو بداخلك، وضمن حوارية تنطق بها اللوحة، والضوء هو الحياة والحب والأمل”.
قال هذا مؤكداً، أن أهمية المعارض تكمن في التحريض على الإحساس بالجمال، بالفرح، بالحياة، بالحركة، وبأن الحياة مستمرة رغم فجائعها وآلامها.
29-12-2020
رقم العدد 1026