الثورة أون لاين – راغب العطيه:
جرائم ميليشيا “قسد” المتصاعدة بحق أهالي منطقة الجزيرة، لا يمكن وضعها إلا في إطار المشروع التقسيمي الذي تلهث منظومة العدوان لتنفيذه عبر أدواتها الإرهابية، فتلك الميليشيا العميلة التي باتت تجاهر علناً بارتباطها العضوي مع الكيان الصهيوني، وبتماهيها المطلق مع المشروع الأميركي لا تختلف عن تنظيمي “داعش والنصرة”، وهي تؤدي دورها الوظيفي في سياق الحرب الإرهابية على سورية، من دون أن تدرك بعد بأن مشغلها الأميركي سيلفظها فور انتهاء صلاحيتها، وبأن مصيرها لن يكون أحسن حالاً من مصير التنظيمات الإرهابية المدحورة.
تصاعد وتيرة الجرائم التي تقترفها بحق أهالي منطقة الجزيرة، من خلال حملات المداهمة والاعتقال والخطف بغرض الزج بشبان القرى والمناطق الواقعة تحت سيطرتها في معسكرات التجنيد الإجباري ليكون مرتزقة لدى المحتل الأميركي، تأتي تنفيذاً لأوامر وتعليميات مباشرة من مشغلها الأميركي الذي يوفر لها غطاء الدعم اللازم للتمادي بجرائمها تلك، مستغلاً النزعة الانفصالية التي تعشعش في مخيلات متزعميها.
وعمليات مداهمة المنازل واختطاف المدنيين الآمنين من بيوتهم التي قامت بها اليوم ميليشيا “قسد” في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي وفي بلدة صرين جنوبي مدينة عين العرب بريف حلب أعمال عدوانية يعاقب عليها القانون، تضاف إلى الجرائم التي لا تعد ولا تحصى، والتي ترتكبها هذه الميليشيا بالتعاون مع قوات الاحتلال الأميركي، نذكر منها سرقة النفط السوري والمحاصيل الزراعية للفلاحين والآثار التي لا تقدر بثمن، وحتى المقتنيات الخاصة للأهالي كالحلي وغيرها لم تسلم من النهب الأميركي ومرتزقته من الإرهابيين.
كل جرائم المداهمات والاختطاف للمواطنين، وخاصة الشباب منهم، تحت جنح الظلام وبحماية المحتل الأميركي، لسوق أبناء المنطقة قسراً وتحت تهديد السلاح إلى معسكراتها المشبوهة لن تجد نفعاً لها، وجرائمهما الموصوفة تلك لن تثني عزيمة أهلنا هناك عن مواصلة مقاومة هذا الوضع الشاذ الذي تمثله ميليشيا انفصالية تسمى”قسد”، وجميع هذه المناطق التي تحتلها وتسيطر عليها تلك الميليشيا، لا بد وستعود إلى وضعها الطبيعي كجزء أصيل من الوطن الأم سورية، وسيخرج المحتل الأميركي من الأرض السورية عاجلاً وليس آجلاً، جارّاً معه ذيول هزيمته وفشل كل مشاريعه المشبوهة.