ثورة أونﻻين – آنا عزيز الخضر:
صراع يستمر كاستمرار الحياة ،لايتوقف ،حاضر دوما كحضور الناس ،يترافق مع سلوكياتهم ، مواقفهم ،أفعالهم وعﻻقاتهم، ليبرز مع كل خطوة وكل مشكله وحالة، إنه الصراع بين الخير والشر …صراع دائم أبدي ﻻ يهادن وﻻ يهدأ…لكن عند المواجهة بين الخير والشر،تتعرى الحقائق، فتظهر الخبايا، تعلن الشرور عن نفسها،ويكشف الغدر والزيف القادر دوما على أن يخفي نفسه،كي يصل إلى مبتغاه ،فيما عدا ذلك يستتر دوما، ليصنع صنائعه،دون قيود أو حدود عدا مصلحته، فهو ﻻيتورع عن فعل أي شيء مهما حمل الأذى ضد أي كان، دون تمييز إنسان أو وطن، قريب أو بعيد، كله على درحة واحدة في سلم اعتباراته..هذا مادار حوله العرض المسرحي نور العيون من إعداد جوان جان وإخراج مجدولين حبيب بحلته الجديدة وهو نفس النص الذي تم مسرحته من قبل مبدعيين مسرحيين، أولهم كان الدكتور عجاج سليم أيضا أخرجه سهيل العقلة، وذلك لما يملكه النص من حيوية، ودعوة واضحة إلى ضرورة كبح شروره، وتأييد الخير الذي بداخله..وذلك من خﻻل تطورمحاور العرض، ليصار إلى قلب الموازيين دوما لصالح أحد الصديقين المتقاربين أحدهما طيب جدا والآخر شرير يستغل طيبة الأول وصدقه في كل جانب إلى درجة يوصله حد الجنون بسبب قدرته على النفاق والتحوير وقلب الحقائق..فذلك الصراع الذي ﻻيتوقف ﻻبد له في النهاية أن يمتلك الناظم القادر على استفزاز كوامن الخير للدفاع عن نفسه النقية وخلق الممانعة الذاتية كي ﻻيكون الخير ضحية وهو المعول عليه حمل راية الحق ..هذا ما أشار إليه ودعا له العرض وقد جسده ممثلون أظهروا قدرة استثنائية في تصوير الصراعات بين الأطراف ناقلين تفاعﻻ مقنعا للحاﻻت الإنسانية الكثيرة والعﻻقات المتشابكة وفق أسلوب إخراجي تألق في حلوله لتقديم الجديد طارحا الشكل المختلف عما سبق تقديمه مثلما أكدت مخرجة العرض مجدولين خبيب قائلة:
لقد كان لي فرصة المشاركة كممثلة بعمل نور العيون، إخراج سهيل العقلة من ٧ سنوات، ومنذ ذلك الوقت كان عندي هاجس أن أقدم العمل برؤيتي الخاصة.
أعتقد أني قدمت العمل بشكل مختلف عن ما قدم سابقا، وقدً اعتمدت بهذا على المسرح التجريبي ،بعيدا عن كلاسيكية النص ،وطريقة الإخراج المتبعة سابقا وخلق الحلول الإخراجية التي أضفت الخصوصية على أجواء العرض وتفاصيله تحديدا بكونه يملك الغنى الدرامي والإنساني ليملك المﻻمح الفنية القادرة على ترحمة مكنونات غنية يجب أن تخرج للنور.
