من نبض الحدث
2020.. نضح بكل ما في إناء الغرب من موبقات!
بقلم مدير التحرير أحمد حمادة
يلملم العام 2020 أوراقه، ويأبى أن يغادر الزمن، دون أن يملأ تلك الأوراق الصفراء بكل أنواع الحصار والعقوبات والإرهاب بحق السوريين، لأن منظومة العدوان على سورية أرادته عاماً متخماً بكل ما ينضح إناؤها من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يندى لها الجبين خجلاً من أفعالها المشينة، وهي المنظومة التي استغلت حتى الأمراض والأوبئة كوباء كورونا لتزيد معاناة السوريين أضعافاً مضاعفة.
رحل العام بعد أن ترك ما يسمى قانون (قيصر) الأميركي الجائر والظالم آثاراً سلبية على السوريين، وحاربت بنوده وأثقاله وأحماله الإرهابية الأبرياء بلقمة عيشهم ورغيف خبزهم وحبة دوائهم، وبعد أن آزرته إجراءات أوروبا الأحادية القسرية وكانت له عوناً على المدنيين الأبرياء، فانتهكت حقوقهم وأجرمت بحقهم تحت عناوين وذرائع واهية لا وجود لها إلا في قواميس أصحاب الدجل والكذب والتضليل.
رحل العام 2020، ورحلت معه إدارة ترامب العدوانية، بعد أن قام جنودها الغزاة، ومعهم جنود تركيا المحتلون، وغير مرة، بحرق حقول قمح الفلاحين السوريين ومحاصيلهم الزراعية وغاباتهم، وبعد أن نهبوا بالتعاون مع إرهابييهم من “قسد” الانفصالية و”داعش المتطرفة” ممتلكاتهم وقطعوا المياه عنهم، وبعد أن هجّروا معظمهم من قراهم لإحداث خرائط التغيير الديمغرافي التي تفيد أجنداتهم المشبوهة، وبعد أن سرقوا نفطهم واحتلوا مزارعهم لإقامة القواعد العسكرية غير الشرعية فوقها وبناء معسكرات تدريب الإرهابيين على رباها.
رحل بكل أوراقه الصفراء، ولم تترك واشنطن وأدواتها ساعة من ساعاته ولا فرصة إلا واستغلتها لمحاولة إدانة سورية، ولاسيما على المنابر الدولية التي حولتها إلى أدوات لخدمة أجنداتها الاستعمارية، فرأيناها تستنفر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي لإصدار التقارير الملفقة حول حقوق الإنسان والكيماوي المزيف لتحقيق الغايات الدنيئة المذكورة، واتخاذها ذريعة للعدوان والحصار والعقوبات على سورية.
وفي جنيف لم يكن الحال بأفضل منه في الميدان، فقامت أميركا وحلفاؤها بتخريب اجتماعات لجنة مناقشة الدستور وأفشلت جولات الحوار التي عقدت غير مرة، ودست أنفها في عمل اللجنة، وحاولت عبر المرتهنين لمشيئتها أن ترسم دستور السوريين ومستقبلهم كما يحلو لها، وفي ألمانيا استقبل حكامها إرهابيو الخوذ البيضاء لإشهار تبنيهم لنهجهم الإرهابي، وفي بروكسل أصدروا قرارات محاصرة القنوات الفضائية السورية كي يسكتوا صوت الحق، وفي كل عواصمهم كانت استخباراتهم تحضر لجريمة ما بحق السوريين.
لكن ما لم تدركه منظومة العدوان واستخباراتها وحكوماتها الاستعمارية وشركاتها الاحتكارية الجشعة أن السوريين الذين انتصروا على الإرهاب وحرروا أرضهم لن تثنيهم تلك العقوبات ولا ذاك الحصار والعدوان عن المضي بطريقهم نحو التحرير الكامل لأرضهم وأهلهم وإعادة إعمار بلدهم مهما كلفهم الثمن.
نبض الحدث-بقلم مدير التحرير أحمد حمادة