الليبراليون الغربيون ودعم الإرهاب.. اللعب بالمصطلحات لطمس الجريمة!

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

لعل من أكبر المشكلات التي يعانيها عالم اليوم وتشكل خطراً على سلامته وأمنه وتطوره وعلاقات الشعوب والحضارات بعضها ببعض هو الإرهاب العابر للحدود والمجتمعات والدول، وليس الإرهابيون من يشكلون هذا الخطر فحسب، بل الجهات التي تغذي فيهم هذا الفكر المتطرف وتستخدمهم كأدوات لها لتمرير أجنداتها ومشاريعها الخاصة.
ولعل أخطر ما يحيط بهذه الظاهرة العالمية – إذ لا يمكن ربط الإرهاب بديانة أو شعب من الشعوب – هو اللعب بالمصطلحات وتفصيلها بشكل انتهازي خبيث وحسب المصالح، ومحاولة تبرئة من يمارسون الإرهاب حيناً وتشويه صورة من يقاومون العدوان والاحتلال، واتهامهم بممارسة الإرهاب لمحاصرتهم وزيادة الضغوط عليهم بعيداً عما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز مقاومة المحتل والدفاع عن النفس بشتى الوسائل والطرق، إذ لا تزال دول بعينها ترفع شعار الليبرالية الجديدة كالولايات المتحدة الأميركية ترفض تعريف مصطلح الإرهاب وتحديد معناه بدقة والتفريق بينه وبين المقاومة، لغايات لا تخفى على أحد، وأهمها تبرير اعتدائها على الدول والشعوب ونهب ثرواتها وتدخلها العسكري في الكثير من المناطق بذرائع مختلفة، وكذلك – وهو الهم – حماية الكيان الصهيوني والحيلولة دون محاسبته على أكثر من سبعين عاما من ممارسة الإرهاب والعدوان والاحتلال والعربدة والقمع والاضطهاد العرقي والعنصري بحق الشعب الفلسطيني.
لو نظرنا بعمق وموضوعية إلى تاريخ الإرهاب في المنطقة والعالم لوجدنا أن جذوره مرتبطة بالإمبراطوريات الاستعمارية الكبرى التي أرادت مد نفوذها وسلطانها خارج حدودها وفرض نفسها بالقوة الغاشمة على الشعوب والحضارات والأمم الأخرى، إذ لم يكن الإرهاب يوماً مرتبطاً بالأديان، لأن الأديان السماوية تدعو للمحبة والسلام والإخاء والتعاون ونبذ العنف والكراهية، بل هو مرتبط بشكل أساسي بالغرائز التي تسيطر أو تتحكم ببعض أصحاب الأديان ممن يحاولون فرض آرائهم وأنفسهم بالقوة بعيداً عن تعاليم أديان وأخلاقيات أنبيائهم، وقد حاولت الدول الغربية الاستعمارية إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام كدين خلال القرن الماضي للحيلولة دون مقاومة المسلمين للغزوات التي استهدفت احتلال أراضيهم ونهب ثرواتهم وخيراتهم ومصادرة قرارهم، في الوقت الذي مارست فيه هذه الدول أبشع أنواع الإرهاب والقتل والظلم والاحتلال والاضطهاد كي تحقق مآربها.
فمنذ فجر التاريخ شكلت منطقتنا هدفاً لكل المستعمرين والغزوات الخارجية، لما تتمتع به من موقع استراتيجي يتوسط العالم وما تمتلكه من إرث حضاري قديم وما اكتشف فيها لاحقا من ثروات باطنية، ولم يملك أبناء المنطقة سلاحاً لمواجهة هذه الغزوات سوى سلاح المقاومة والدفاع عن النفس والأرض والمقدسات، ولأن هذا السلاح أثبت فعاليته وجدواه في الكثير من المناسبات وخاصة في أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي، أصبح هدفاً مباشرا لهؤلاء المستعمرين، فبدؤوا باللعب على المصطلح أولا ومن ثم تشويهه ومحاولة مزجه مع الإرهاب كي يسهل الانقضاض على من يتبنون نهج المقاومة، وكان من بين الأساليب الخبيثة التي اتبعوها لتمرير خططهم إنشاء منظمات وحركات تدعي الإسلام أو لها تسميات إسلامية ودفعها لممارسة القتل والعنف والتطرف باسم الدين لإيجاد قاسم مشترك بين أفعالها وممارساتها المخالفة للدين والأخلاق والقيم وبين التعريف الذي أرادوه لمصطلح الإرهاب، كي يسهل عليهم اتهام المسلمين جميعاً بالإرهاب وهكذا تصبح كل من “إسرائيل” – الكيان الإرهابي الأشهر على مستوى العالم- وكذلك الولايات المتحدة – المتحالفة معه – بريئتين في نظر العالم بعد أن تصبح تهمة الإرهاب جاهزة لإلصاقها بكل من يقاوم عدوانهما واحتلالهما.

ومن بين المنظمات والحركات التي اتخذت من العنف وسيلة لها لتحقيق أغراضها وأغراض مشغليها كانت الحركة الوهابية التي نشأت في الحجاز برعاية المخابرات البريطانية وحركة الإخوان المسلمين التي نشأت في مصر على يد بريطانيا أيضاً، ولاحقا تفرع عن هاتين الحركتين العديد من المنظمات الإرهابية التي حظيت برعاية من مخابرات وحكومات الدول الغربية الطامعة بمنطقتنا، كتنظيم القاعدة وداعش والكثير من التسميات التي تفرعت عنهما في السنوات الماضية، حيث ساهمت هذه الحركات والتنظيمات بتشويه سمعة المسلمين وساعدت الغرب كثيراً في تعزيز تهمة الإرهاب التي يراد لصقها بالمسلمين، فما إن يرتكب أي عمل إرهابي في أي منطقة من العالم، حتى ينبري الإعلام الغربي والإعلام المأجور لمد أصابع الاتهام باتجاه المسلمين، ولعل أسوأ ما في الأمر أن بعض الإعلام العربي غافلاً أو متغافلا دخل في هذه اللعبة بعد أن تبنت العديد من الدول العربية الخاضعة للإرادة الأميركية التفسير الغربي للإرهاب وراحت تصنف جميع حركات المقاومة العربية وخاصة الحركات الإسلامية كمنظمات إرهابية، كما فعلت مع حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة العراقية..الخ.
السيد الرئيس بشار الأسد قال خلال الاجتماع الدوري الموسع لوزارة الأوقاف: “الإرهاب ليس منتجا إسلامياً، هو منتج لثغرات لها علاقة بالمجتمع ولكن من يستغل هذه الثغرات هو المجتمع الغربي، هو من حرّض الإرهاب في المنطقة، والأهم من ذلك أن جزءاً من الإرهاب الذي يضرب عندهم في أوروبا لا علاقة له بالإرهاب الموجود لدينا، هم أدخلوا الفكر الوهابي فقط مقابل البترودولار مقابل أموال والآن يدفعون الثمن، لكنهم يلقون بالمسؤولية على المسلمين”.
وهذا ما جرى بدقة في الآونة الأخيرة عندما استهدفت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية بعمليات إرهابية نفذها مواطنون يقيمون على أراضيها ويدرسون في مدارسها وجامعاتها، حيث سارع عدد من الساسة الأوروبيين ومنهم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين محرضا عليهم المجتمعات الغربية، فقط لأن من نفذوا العمليات يدعون الإسلام، مع أن الكثير من الإرهابيين الذين التحقوا بداعش في سورية والعراق ومناطق أخرى جاؤوا من أوروبا بتسهيل وتواطؤ من الاستخبارات الغربية، وكان الأولى بهؤلاء الساسة أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يتهموا الآخرين فهم أكثر من احتضن الإرهاب ودعم الإرهابيين.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى