أمنيات للعام الجديد

الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:

كثيرة هي الأمنيات التي يتم تجييرها من عام إلى آخر لعلها تجد طريقها إلى التحقيق، ولكن ما يحدث أنها تبقى برسم التأجيل المستمر لا بل تزداد وتتكاثر مع مرور الوقت، ولكن ماذا لو ذكرنا الأمنية واقترحنا سبل تحقيقها والحلول التي يمكن من خلالها الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة ضمن الظروف الحالية؟.
في ظل ما يعانيه الإنتاج الدرامي التلفزيوني من تخبط ووجود منتجين يعملون على هواهم ضاربين بعرض الحائط المصلحة العامة للإنتاج السوري وهمهم الأول تسويق إنتاجهم بغض النظر عن جودته وإن جاء ذلك على حساب ضرب مصالح المنتجين السوريين الآخرين، أمام ذلك كله لا بد من إنشاء اتحاد للمنتجين السوريين قائم على أسس متينة وشروط واضحة، بحيث يكون له دوره الفاعل ضمن العملية الإنتاجية في إطارها العام، يضع المحددات ويضبط الأمور بناء على مشروع درامي وطني يحمل على عاتقه حلحلة العقد التي تعترض العملية الإنتاجية والتسويقية، ويكون عمله متكاملاً مع الجهات الأخرى الراعية لهذه العملية بكل ما تحويه من إبداع وصناعة.
المكتبة الوطنية السينمائية (السينما تك) التي افتتحها المؤسسة العامة للسينما منذ أكثر من عام، لم تستطع استقطاب الجمهور المُحب للسينما (قبل وبعد كورونا) إلا في حالات نادرة، واقتصر دورها بأن تكون مكتبة فيها تجهيزات للمشاهدة وأفلام على أقراص (DVD) وإن لم يكن شرطاً أن تجد فيها كل كلاسيكيات السينما العالمية ولكن تجد مختارات مهمة، ولكن لا بد من تفعيل المكان وتنشيطه، وهنا يمكن تقديم مُقترح يتمثل في نقطتين، الأولى فليكن للمكتبة الوطنية السينمائية عرض أسبوعي في صالة كندي دمشق (هي موجود فيها أصلاً) وتدعى إليه مختلف الفعاليات الشبابية بما فيها خريجو وطلاب دبلوم علوم وفنون السينما فيكون بمثابة ملتقى لهم، الأمر الذي حدث مرة واحدة العام الماضي وكانت تجربة أولى في هذا المنحى ولقيت صداها، فلماذا لا يتم تكراراها بأطر أوسع وضمن الصالة؟ أما الاقتراح الثاني فهو أن تضم المكتبة كتباً وأبحاثاً سينمائية عربية وعالمية إضافة إلى سلسلة الفن السابع، وتشجع وترعى وتقيم الأبحاث السينمائية المتخصصة لتكون مركز إشعاع وتنوير سينمائي ينشر نوره على أكبر بقعة ممكنة.
فيما يتعلق بعرض الأفلام السينمائية السورية وقرصنة بعضها وإيجاد سبل عرض لائقة لها فأحد الحلول الممكنة تفعيل الخيار الذي لجأت إليه العديد من الاستديوهات العالمية عبر انشاء قناة على اليوتيوب بطريقة أو بأخرى، فيكون لها مردود مادي وإن كان زهيداً شأنها شأنه أي قناة محمية على اليوتيوب، وبهذه الطريقة يصعب قرصنة الأفلام وتصل إلى المتلقي بجودة مقبولة وبوقت مناسب بعد إنتاجها. وفيما يتعلق بصالات العرض وفي ظل ما طال العديد منها من دمار وخراب بسبب الحرب ينبغي إصدار قرار بهذا الخصوص لتتم معالجة الأمر، ولكن ريثما يصدر مثل هذا القرار خاصة أن أي إصلاح سيكلف أموالاً طائلة، فلنلجأ إلى الحلول البديلة في الأماكن التي لا تتوفر فيها صالات سينمائية مؤهلة لعرض الأفلام، فلماذا لا يتم الاستفادة من صالات ومسارح المراكز الثقافية وتجهيزها بأقل ما يمكن لخدمة هذا الأمر، ليس لعرض طارئ أو استثنائي أو افتتاح أو لإقامة تظاهرة محددة الأيام، وإنما لعروض مستمرة قد تكون لمدة يومين أو ثلاثة أسبوعياً بشكل متواتر ووفق إمكانيات كل مركز ثقافي في المحافظة التي هو فيها.
ومن الأمنيات التي يمكن طرحها أيضاً أن يكون لدينا مع الوقت مسارح وصالات سينمائية مجهزة بأفضل التقنيات، العمل على عودة مهرجان دمشق السينمائي الدولي بما يحمله من ألق ورسائل تصل للقاصي والداني، إرساء تقاليد إنتاجية للدراما التلفزيونية ترتقي بالإنتاج إلى مستوى يصل فيه لمرحلة الصناعة التي تدعم الدخل القومي، أن يتم توزيع الأعمال الدرامية بشكل لائق لدى المحطات الفضائية العربية، فتح شركات إنتاجية موسيقية وفنية تدعم مطربينا وعازفينا ليقدموا أغنيات ترتقي بالذائقة السمعية والجمالية لدى المتلقي. الانتقال من حالة المشاريع الفردية إلى حالة مؤسساتية أرقى وأبقى توضع لها الخطط الفعلية ذات البعد المستقبلي. إقامة مدينة إعلامية تستقطب الاستثمارات العربية وإنشاء الاستديوهات المجهزة بأفضل التقنيات فيها. إعطاء كل موهوب الفرصة التي يحلم بها وزرع التواضع بمن أصابه داء التكبر جراء دور ناجح قام به مصادفة، توزيع الأدوار وفق مبدأ الدور المناسب للفنان المناسب وجعل اختيار الفنان أو الفنانة شرطه الموهبة والقدرة على إعطاء الدور حقه وألا يكون المقياس المحسوبيات والصداقات ومن يقف وراء هذا الفنان. إنصاف الفنانين المتقاعدين والنظر بعين الوفاء إلى فنانين أعطوا من دمهم وحياتهم وروحهم للارتقاء بالفن وليؤسسوا لكل ما وصلنا إليه اليوم ، ومتابعة حالتهم الصحية ووضعهم المعيشي ليكونوا في (كبرتهم) مرفوعي الرأس مطمئنين ولا يحملون هم ثمن الدواء على أقل تقدير.
مما لا شك فيه أن الأمنيات كثيرة وكثيرة جداً، وما ذكرناه يبقى غيض من فيض، وتحقيقها لن يكون إلا بإرادة وقرار من أصحابها وليس عطية تهبط من السماء فجأة كما يفعل بابا نويل في الأفلام، فهل نبقى جالسين بجانب المدفأة ننتظر الهدايا التي سيمطرها بابا نويل من المدخنة أم نصنع نحن هدايانا بأنفسنا ونخرج إلى أفق أرحب نجترح فيه الحلول التي تناسب قضايانا وهمومنا؟..

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية