أن يتم استهداف المواطنين في سوق العمل الذي يقع وسط مدينة الحسكة، وأن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الحقد والعداء للشعب السوري والاستمرار في المحاولات اليائسة لحرفه عن مساره الوطني والنيل من نقطة قوته الكبيرة المتمثلة في وحدته وتماسكه، فذلك كله بالنسبة للأعداء والمرتهنين لهم من البديهيات لأنهم فشلوا في استخدام كل الوسائل والأساليب العدوانية لتحقيق أطماعهم الاستعمارية ويحاولون استغلال ما تبقى من الوقت الضائع للهروب من الهزيمة النهائية الحتمية.
لكن مثل هؤلاء يتناسون أن من أهم عوامل النجاح في التصدي للحرب العدوانية الظالمة على سورية كان ولايزال تحمل الناس طيلة هذه السنوات أصعب الظروف التي يمكن أن تمر على الإنسان، ولذلك عندما نقول إن الصبر الإيجابي كان أحد عوامل الوصول إلى هذه الانتصارات فإن ذلك يعكس الحكمة والشجاعة معاً لدى الدولة السورية وقيادتها وشعبها، ومهما حدث من محاولات يائسة فإن المواطن اليوم في منطقة الجزيرة على ثقة تامة أن مصير الجزيرة السورية سيكون مثلما كان مصير المناطق التي حررها الجيش العربي السوري، وإن الرهان الرابح دائماً هو على بطولات الجيش وتضحيات الشهداء، فهؤلاء هم الذين صنعوا الانتصارات، وأيضاً على صمود الشعب ووقوفه خلف الجيش، والتغلب على الصعاب والتحديات التي استهدفت كل شي في حياة المواطن السوري.
ثقتنا كبيرة بأن الاحتلال سيزول وبأن من يغلق المدارس ويخرب المؤسسات الخدمية ويرتمي بأحضان المحتل الأميركي، عليه أن يستعد للساعة التي سيكون فيها أمام مواجهة حقيقة ما حصل وكل النتائج والتداعيات المترتبة على ذلك، لأن النصر النهائي لن يتأخر أكثر من ذلك ومدة الصبر الإيجابي قاربت على الانتهاء، وإذا كان من حق المواطن أن يسأل: ماذا بعد.؟ فهو سؤال مشروع لم يعد يحتمل الصبر والتحمل إزاء ما يحدث يومياً من وقائع تستهدف حياة المواطن في كل المجالات المعيشية والخدمية والاجتماعية والتربوية، لكن لن تنفع هؤلاء المحتلين وأدواتهم من مرتزقة وميليشيات وعصابات مأجورة كل قنابل الدنيا التي يحاولون اليوم تفجيرها في الأسواق والشوارع والتجمعات لترويع المواطنين وزعزعة الاستقرار، لكن كما فشلوا طيلة سنوات الحرب سيرافقهم الفشل حتى لحظة الهزيمة النهائية بفضل صمود شعبنا وبطولات جيشنا الباسل، ولن ينفع كل ما يعكس ارتباكهم في ما تبقى من الوقت الضائع.
الكنز- يونس خلف