ما أشبه السفارة الأميركية وهي تدبّج بيانها المضلل كي ترد على خبيرة حقوق الإنسان المستقلة بالأمم المتحدة، ألينا دوهان، بـ”العاهرة التي تحاضر بالعفة”، ولا سيما أنها سفارة أكثر بلد في العالم ينتهك حقوق الإنسان، ويعتدي على حقوق الشعوب وسيادة الدول، ويحاول مصادرة القرار الأممي لخدمة أغراض حكامه الدنيئة.
تضع سفارة الدولة التي شاركت بسفك كل قطرة دم في سورية، ورعت كل إرهابي جاء للتخريب والقتل، اللوم على الدولة السورية فيما آلت إليه الأحوال الاقتصادية للسوريين، في محاولة يائسة للتنصل من مسؤولياتها القانونية عما أصابهم من فقر وضيق حال وظروف معيشية صعبة، كنتيجة حتمية للحرب الأميركية والعقوبات الظالمة التي فرضت تحت عناوين لا تمت للإنسانية والأخلاق بأي صلة.
ربما ليس هناك دليل أوضح مما تبجّح به سفير واشنطن السابق لدى المرتزقة والإرهابيين في سورية جيمس جيفري لإثبات الضرر الذي سببته العقوبات الأميركية للسوريين، عندما راح الأخير يتغنى بآثار عقوبات بلاده على الحالة الاقتصادية في سورية، ويشير إلى “إنجازاتها” في انهيار الليرة السورية.
من المعيب والمقزز أن تتجاهل السفارة الأميركية معدومة الإحساس بالإنسانية الوجود الأميركي الاحتلالي في الجزيرة السورية، ودوره السافر في حرمان الشعب السوري من خيراته وثرواته النفطية والزراعية، فبأي منطق إنساني وأخلاقي يحق لسفارة، كانت قبل إغلاقها وكر تآمر وتحريض على العنف والإرهاب في سورية، أن ترد على خبيرة أممية مستقلة عاينت الواقع بعين محايدة وقدمت تقريرها بكل موضوعية بخصوص الأوضاع الصعبة التي سببتها الإجراءات الأميركية غير القانونية، وطالبت بشفافية بوقف هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان..؟!.
يقول روبرت فورد ـوهو السفير الأميركي السابق في دمشق- في مقال له: “تساند أغلب الطبقة السياسية في واشنطن فرض عقوبات على سورية، ويزعمون بأنها لا تؤثر على المدنيين السوريين، بيد أنها تزيد من وطأة المشاكل الاقتصادية على المواطنين السوريين وتحيل أوضاعهم من سيء إلى أسوأ”.. أليس هذا بالضبط ما قالته الخبيرة الأممية في تقريرها، فهل أصيبت السفارة الأميركية بالطرش ولم تسمع وترى ما قاله السفير، أم أنها شعرت بالحرج لأن التقرير يدين أفعالها الشيطانية في سورية..؟!.
البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود