الثورة أون لاين – رشا سلوم:
حين غادر المبدعون منبع الإلهام تيبس كل شيء ولم يعد للغة معنى يضج حياة وقدرة على الفعل والخصب، ضاعت لهفة الحفظ والمباهاة باللغة وقراءة الأناشيد.
اليوم ونحن في موسم الزرع والحراثة من أجل لقمة العيش الحر الكريم، كم هو جميل أن يكون نشيد الفلاح أو فلاحنا لنديم محمد أمامنا أغنية خالدة على كل لسان.
ونديم محمد الشاعر المرهف واحد من أعلام الشعر في الوطن العربي ولاسيما في آلامه وفراشات وعناكب ورفاق يمضون وغيرها من المجموعات التي تتقد حزناً على كل شيء.
الشاعر الذي زهد بكل شيء واعتكف عن ملذات الحياة وظل يمنح الشعر خمرة الروح.
نديم محمد لو كان في غير هذه اللغة لعمل العالم كله على تطويبه شاعر الإنسانية، لكن للاسف نحن مقصرون جداً في العمل على نشر إبداعنا الحقيقي.
قصيدة فلاحنا كما أسلفنا نشيد خالد أبد الدهر حري بنا أن نجعلها على كل لسان، يقول الشاعر..
في موكب الفجـــر الطليق، يسير حُــرّاً كاليقـين
وأمامه ثوران شاخا في العراك مع الســـــنين
ويلفّ هيكَــــلَهُ المتيــــنَ، بدفتي ثــوبٍ متيــن
وعبـــاءةٍ بتــراءَ، يِعصبُــــــــــــها بزنارٍ ثخـين
ويغيبُ فيها تبغـــه، والـــزادُ من خبــــز وتيـــن
رضوانَ، حُبُّ الأرضِ سِرُ غنائه العذب الرنيـن
أرأيت كيف يضمـــها؟ وترقُّ كالأم الحنـــــــون
عجلان، يسبح كالشراع من الشمال إلى اليميــن
والقـبراتُ على الجراح الخضر تسرح بالمئيـن
ويعودُ أزهى من جناح النَّسْــرِ مرفـوعَ الجبيــن
مِنْ خلفه بنتـــاه تنســــحبان في صمت رزيــن
وضمامة العشـب النضير، كفاء عجلهما الســمـين
فلاحنا الإنســان أغلى في العيــــون من العيــون