الثورة – رانيا حكمت صقر:
أصدر الكاتب السوري محمود الوزير روايته الأولى “الجسر”، التي تتناول رحلة عائلة فلسطينية مهجرة بين لبنان وسوريا، في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مستعرضةً الألم الفلسطيني والسوري بأسلوب أدبي وفلسفي مميز. الرواية، الصادرة عن دار بوفار للنشر الإلكتروني، حصلت على الجائزة الأولى في أدب المقاومة، وتمت ترجمتها إلى الإنكليزية.
جسر أمل
في زمن تتشابك فيه المآسي والأقدار بين الشعوب، يطلّ الكاتب الوزير بروايته الأولى “الجسر”، التي تتجاوز كونها مجرد قصة لتصبح مرآةً تعكس الانقسام بين الحق والباطل، الأمل واليأس، وتجربة الإنسان العربي في مواجهة التاريخ والمآسي المستمرة. اختار الوزير عنوان روايته بعناية، مؤكداً في حديثه لصحيفة الثورة أنه رمز للحدّ الفاصل بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوني، وبين الخير والشر، وأيضاً بين المهجرين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة.
تتابع الرواية رحلة عائلة فلسطينية مهجرة إلى لبنان، تمتد أحداثها من ثمانينيات القرن الماضي وحتى عام 2023. في محاولتها لاستعادة الإرث العائلي والعودة إلى فلسطين، تواجه العائلة الاحتلال الصهيوني في الجنوب اللبناني، حيث يفقد معظم أفرادها حياتهم، فيما تهرب إحدى بطلات الرواية إلى سوريا. وتتصاعد الأحداث الغامضة تحت اسم “لعنة الجسر”، حيث يلقى بعض الجنود والمستوطنين الصهاينة حتفهم في ظروف غامضة، ما يضفي على السرد أبعاداً تشويقية وفلسفية في الوقت ذاته. الرواية تضيء أيضاً على الأسباب الحقيقية لثورات الشعوب العربية ضد أنظمة الحكم القمعية، وتوثّق تفاصيل الثورة السورية، وصولاً إلى جهود أحفاد البطلة في استرجاع الإرث الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية والسورية المعاصرة، في إطار سرد أدبي مستوحى من الخيال الفلسفي والديني. وعن مقارنتها بالأدب السوري المعاصر الذي يعالج جراح الحرب، أكد الوزير أن “الجسر” يبلور الألم الفلسطيني والسوري في قلب الحدث، مقدماً تجربة إنسانية متكاملة رغم قسوة الواقع، بأسلوب فلسفي وأدبي مشوق.
أما عن دافع كتابة الرواية، فأوضح الوزير أن شرارة الكتابة انطلقت من شعوره العميق بمعاناة شعبه الفلسطيني، واشتياقه ككاتب سوري ممنوع من الحرية، ليشكل نصاً يحمل ذاكرة شخصية وجماعية معاً. وأشار إلى أن التحدي الأكبر كان الجرأة السياسية في تناول هذه القضايا بصدق وصراحة.
يذكر أن محمود الوزير خريج فلسفة وإعلام، وله عدّة خبرات أكاديمية، وهو مؤسس وقائد مؤسسة الرسالة البوحية. ومن أعماله الأدبية ديوان “كائنات من سكر” الذي يتناول قضايا المرأة وأسماء البنات، ومن المتوقع قريباً صدور ديوان “كائنات سكرية” ورواية “واحد وأربعون مليوناً”.