الثورة:
شهدت العاصمة التركية أنقرة، يوم الأحد اجتماعاً رفيع المستوى بين وفدين من سوريا وتركيا، خُصص لبحث سبل تطوير التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، في خطوة وُصفت بأنها تمثل تقدماً جديداً في مسار التقارب بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في تصريح عقب الاجتماع: “إن اللقاء شكّل فرصة مهمة لتقييم شامل للعلاقات الثنائية”، موضحاً أن المحادثات تناولت “جميع أوجه التعاون بين البلدين بما في ذلك الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية”.
وأكد فيدان أن تركيا وسوريا متفقتان على تعزيز التنسيق والتعاون الوثيق لحماية المكتسبات الوطنية في سوريا ودعم استقرارها، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي عُقدت بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيسي جهازي الاستخبارات في البلدين أتاحت نقاشاً واسعاً حول “الخطوات الملموسة اللازمة لضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها”.
وأضاف الوزير التركي أن “أمن سوريا لا ينفصل عن أمن تركيا”، مشدداً على أن أنقرة ستواصل دعمها الكامل لجهود الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية، وأن المرحلة القادمة ستشهد توسيع التعاون الميداني ومأسسة التنسيق بين الأجهزة المعنية في البلدين.
وكان وفد سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني قد وصل إلى أنقرة صباح يوم الأحد، وضم في عضويته وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، لبحث الملفات المشتركة في مجال ضبط الحدود ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن اللقاء شهد “أجواء إيجابية وشفافة”، فيما أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إلى أن المحادثات تناولت “الإجراءات العملية لتقوية التعاون الثنائي على المستويين الأمني والعسكري، بما يخدم المصالح المشتركة ويحافظ على وحدة الأراضي السورية”.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق التحولات الإقليمية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، حيث تسعى دمشق وأنقرة إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات قائمة على التنسيق الأمني والتعاون الاستراتيجي، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار على الحدود السورية التركية، ويعيد رسم ملامح التفاهمات الإقليمية في مرحلة ما بعد الحرب.