الحصبة لاتنتظر.. لا طفل خارج نطاق اللقاح

الثورة- ناديا سعود:

تستمر حملة تعزيز اللقاح الروتيني المترافقة مع حملة لقاح الحصبة حتى الثالث والعشرين من تشرين الأول الجاري، التي كانت قد أعلنت عنها أمس وزارة الصحة مستهدفةً جميع الأطفال دون سن الخامسة في مختلف المحافظات السورية، بغضّ النظر عن الجرعات السابقة التي تلقوها.
ودعا مدير برنامج اللقاح في وزارة الصحة الدكتور أنس الفتيح الأهالي إلى مراجعة المراكز الصحية أو استقبال الفرق الجوالة مصطحبين أطفالهم وبطاقات التلقيح، للتحقق من الحالة اللقاحية للأطفال وإعطائهم الجرعات المستحقة، بما في ذلك لقاح الحصبة وجرعة فيتامين (أ) حسب العمر.

وأوضح الدكتور الفتيح لصحيفة الثورة أن اللقاحات آمنة وفعالة ومجانية، ومعتمدة من قبل وزارة الصحة السورية والمنظمات الدولية، مشيراً إلى أن الأمراض المستهدفة، مثل: شلل الأطفال، الحصبة، الحصبة الألمانية، النكاف، الدفتيريا، الكزاز، السعال الديكي، التهاب الكبد، والسل، لافتاً إلى أن مرض الحصبة تحديداً شديد العدوى وقد يؤدي إلى التهاب رئوي أو دماغي أو فقدان السمع والبصر.

وأضاف أن من الطبيعي أن تظهر بعض الأعراض البسيطة بعد التلقيح، مثل ارتفاع طفيف في الحرارة أو ألم مكان الحقن، مؤكداً أن هذه الأعراض لا تقارن بالفوائد الكبيرة التي تحققها اللقاحات في حماية صحة الأطفال.

التوعية المجتمعية

وبيّن الدكتور الفتيح أن التواصل والتوعية المجتمعية يمثلان الركيزة الأساسية لنجاح أي برنامج تلقيح، لذلك تعمل وزارة الصحة ضمن شراكة استراتيجية مع اليونيسف والشبكات المحلية على تنفيذ خطة تواصل شاملة تهدف إلى طمأنة الأهالي وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات.

وتعتمد هذه الخطة حسب الدكتور الفتيح على عدة محاور رئيسة:

التواصل المباشر: من خلال جلسات توعوية في المراكز الصحية ونقاشات مجتمعية تقدمها كوادر محلية موثوقة.

الشراكة مع الإعلام: عبر بث رسائل توعوية مبسطة وتغطية أنشطة الحملات في وسائل الإعلام المحلية والوطنية للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة.

المبادرات المحلية: من خلال التعاون مع فرق التوعية والقادة المجتمعيين للوصول إلى المجتمعات في أماكنها وبناء الثقة، إضافة للتوعية المدرسية، بالتعاون مع وزارة التربية لنشر الوعي بين الطلاب والأهالي حول أهمية اللقاحات المدرسية وضمان حصول كل طفل على حقه في حياة صحية.

وأكد الدكتور الفتيح أن الهدف هو ترسيخ ثقافة تلقيح الأطفال كجزء طبيعي من السلوك المجتمعي يضمن جيلاً محصناً ضد الأمراض.

وأوضح أن برنامج التلقيح الوطني يهدف إلى رفع نسبة التغطية باللقاحات الأساسية لأكثر من 90 بالمئة، من خلال محورين أساسيين:

1. تعزيز التلقيح الروتيني لضمان استمرار الحماية لجميع الأطفال.

2. الاستجابة للاحتياجات الطارئة بإدخال لقاحات جديدة أو تنفيذ حملات استجابة عند الحاجة، كما أشار إلى أن لقاح كوفيد-19 متوفر بشكل دائم في المراكز الصحية ضمن البرنامج الوطني.

وحول التحديات الميدانية، أوضح الدكتور الفتيح أن الوصول إلى كل طفل، أينما كان، يمثل التحدي الأكبر، خاصة في المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها.

وللتغلب على هذه الصعوبات، تم اعتماد مجموعة من الحلول تتمثل بـ:

الفرق الجوالة المجهزة بوسائل نقل آمنة لحفظ اللقاحات أثناء الوصول إلى القرى والمناطق البعيدة.

حملات التلقيح المتواترة لتتبع الأطفال المتسربين من الجرعات وتعزيز نقاط الخدمة بزيادة عدد المراكز الصحية الثابتة والمؤقتة.

تطوير الحلول اللوجستية كتحسين سلسلة التبريد لضمان فعالية اللقاح حتى في أقصى المناطق.

وقال : نؤمن بأن حق الطفل في الصحة لا يعرف حدوداً جغرافية، وكل ما نقوم به يهدف إلى تجسيد هذا المبدأ عملياً.

الوقاية تبدأ بالتطعيم

من جانبه، أكد أستاذ الأمراض الإنتانية في كلية الطب بجامعة دمشق ورئيس قسم الأمراض الإنتانية في مستشفى الأطفال، الدكتور عصام انجق لـ “الثورة” أن الحصبة من الأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم المبكر، وخاصة عند الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (أ).
وأوضح أن اللقاح يعطى على جرعتين: الأولى بعمر سنة، والثانية في عمر سنة ونصف، ضمن مجموعة لقاحات أخرى، مضيفاً: إن اللقاح لا يسبب أي أعراض خطيرة، وقد تظهر حرارة بسيطة أو طفح جلدي خفيف بعد أسبوع من التلقيح، وهي أعراض عابرة وطبيعية.

وأشار الدكتور انجق إلى أن الشائعات حول ارتباط لقاح الحصبة أو لقاح (MMR) بمرض التوحد عارية تماماً عن الصحة، مؤكداً أن هذه اللقاحات آمنة ومعتمدة عالمياً.

ودعا الدكتور انجق جميع الأهالي إلى مراجعة المراكز الصحية خلال فترة الحملة والتأكد من استكمال أطفالهم لجميع اللقاحات وفق بطاقة التلقيح الوطنية، التي توضح مواعيد كل جرعة، كما شدد على ضرورة عدم تفويت أي جرعة واستدراك أي تأخير في أقرب وقت ممكن، لأن جهاز المناعة لدى الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع الدفاع عنه بشكل كافٍ من دون اللقاحات.

ويرى الأطباء المشاركون أن هذه الحملة تأتي استجابة لارتفاع حالات الحصبة في السنوات الماضية، وخشية من تفشي المرض مجدداً في حال انخفاض نسب التلقيح و أن هدف الحملة هو دعم مناعة الأطفال ومنع تفشي أمراض الحصبة والشلل، والحفاظ على مجتمع سليم خالٍ من الأمراض السارية.

آخر الأخبار
الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين الرئيس الشرع: سوريا تدخل مرحلة بناء وفرصة تاريخية للعالم التشاركية بالقرار شعار المرحلة صناعيون: بعض القوانين منفرة للاستثمار حفر وتأهيل 31 بئراً لمياه الشرب في درعا نحو زراعة عضوية مستدامة لخدمة الإنتاج المحلي بحلب "الدرونز" على خط الحلول الاقتصادية للأزمات الزراعية خبير حقوقي: مشروع قانون الخدمة مصدر إرباك للجهاز الإداري تفعيل مجالس أولياء الأمور.. خطوة لتعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة 66 ألف طن قمح وشعير خطّة "إكثار البذار" هل تحل الدبلوماسية ملف ودائع السوريين في لبنان؟ المسنّون.. تاريخ طويل من العطاء.. كيف نحافظ على توازنهم النفسي؟ مستقبل سوريا يشرق من حقول الريف تعزيز التعاون من أجل تحقيق أثر إنساني مستدام 563 مليون دولار حقوق سحب لسوريا مجمدة بسبب العقوبات مؤسسة سلام التطوعية .. برامج توعوية وخدمات طبية متنوعة الحصبة لاتنتظر.. لا طفل خارج نطاق اللقاح نحو مجتمع رقمي آمن ..التشهير والتهديد جرائم يعاقب عليها القانون جامعة دمشق في عين العاصفة.. دروسٌ قاسيةٌ من حادثة كليّة الآداب توريث الحب نصيبنا من الخبز والشِّعر