الثورة – آنا عزيز الخضر:
وسط زحمة الحياة وضجيجها، يطلّ العرض المسرحي «قِماط وكَفَن» ليعيد الإنسان إلى ذاته، حاملاً مقولات إنسانية عميقة تُعيد النظر في مفهوم الحياة والموت.
العمل صُنع بأيدي مبدعين يدركون تماماً رسالة فنهم ودور المسرح في المجتمع.
حقق العرض نجاحاً كبيراً، حيث تُوّج بجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الماغوط بدورته الأخيرة. العمل من إخراج الفنان هاشم غزال، الذي يشارك في المهرجان منذ دورته الأولى عام 2008، وسبق له أن قدّم أعمالاً حصدت الجوائز في أكثر من دورة، ليعود اليوم ويحقق هذا الإنجاز الجديد.
النص من تأليف الكاتب العراقي محمود أبو العباس، وإعداد المسرحي إسماعيل خلف.
أما على خشبة المسرح، فقد شارك المخرج هاشم غزال في التمثيل إلى جانب الممثلة رغداء جديد، في ثنائي أدائي متميز حمل أفكار العمل ومقولاته الإنسانية.
استحقاق مسرحي
حول الجائزة والعرض قال الفنان هاشم غزال في تصريحه لصحيفة الثورة: “أن تعود الحياة إلى المسرح يعني لنا كمسرحيين الكثير، وهي الجائزة الكبرى بحد ذاتها.
لكن للجائزة الرسمية نكهة مختلفة، فهي ثمرة تعب وجهد، ونتمنى دائماً أن نرضي ذائقة الجمهور.
الجمهور المثقف يظلّ صاحب الحظوة الأجمل عند الفنان.
جدلية الحياة والموت
يروي العرض جدلية الأبيضين: قِماط الولادة وكفن الموت، والرحلة الممتدة بينهما، من خلال العلاقة بين حفّار القبور وزوجته القابلة.
تتوالى الأحداث بين مشاهد مليئة بالعاطفة والانفعالات، لتبرز المقولات الإنسانية والتناقضات الواقعية، وتسلط الضوء على قسوة الموت الذي حصد تسعة من أبنائهما.
نهاية الأمل
على الرغم من مأساوية الواقع، تنتهي القصة بتبنّي الزوجين لطفل يحمل الأمل بغدٍ أفضل، بعيداً عن الاستكانة للحزن، في انطلاقة نحو النور والحياة.
«قِماط وكَفَن» ليس مجرد عرض مسرحي، بل هو تجربة إنسانية بامتياز، تدعو الجمهور إلى التأمل في رحلة الحياة، والوقوف عند معنى البداية والنهاية، والأمل الدائم في المستقبل.