الثورة أونلاين – ريم صالح:
الكيان الصهيوني هو جزء أساسي من منظومة العدوان، كان حاضرا ولم يزل في كل تفصيل من مجريات الحرب الإرهابية على سورية، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، وآخرها عدوانه الصاروخي على بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية- وقد أسقطت دفاعاتنا الجوية معظم صواريخ العدوان- هي استكمال لمراحل الحرب الإرهابية المتواصلة، وتهدف لاستنزاف قدرات الدولة السورية، وهي تأتي في إطار التنسيق الحاصل بين العدو الصهيوني ونظامي الإرهاب الأميركي والتركي، حيث تزامن الاعتداء الصهيوني مع اعتداءات إرهابيي “داعش” في منطقة البادية بأوامر أميركية صرفة، ومع اعتداءات قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيين في الشمال، وهذا يدل مجددا على وجود غرفة عمليات مشتركة تدير دفة الحرب الإرهابية على سورية.
مواصلة استهداف الدولة السورية، وتسعير نيران الحرب الإرهابية عليها، هو هدف صهيوني بامتياز، لأنها تشكل حائط السد المنيع في مواجهة العدو الإسرائيلي، والعقدة الاستراتيجية في مقاومة المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، ونقطة ارتكاز مقاومة الإرهاب الأميركي، وغاية الاعتداءات المتكررة عليها هو إنهاكها، وتدمير بناها التحتية، وصولا للحالة التي يتوهم فيها حكام العدو الصهيوني أن باستطاعة كيانهم الغاصب فرض الهيمنة على المنطقة ككل، وتكريس مشروعه الاحتلالي وتحصينه بشرعية دولية زائفة، تسعى الولايات المتحدة لانتزاعها من المجتمع الدولي بالقوة والغطرسة، وهو ما تجلى خلال الشهور الماضية بالاعتراف الأميركي بما يسمى “السيادة” الإسرائيلية على الجولان المحتل، إضافة لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية للكيان الصهيوني.
الاعتداءات الصهيونية المتكررة، تحمل في طياتها الكثير من الأجندات، التي يرى فيها الإرهابي نتنياهو بأنها قد تسوق مزاعم كيانه الغاصب بأنه لا يزال متفوقا بقدراته العسكرية، بعدما أثبتت كل التجارب السابقة بأنه أوهن من بيت العنكبوت، وأيضا لإثبات حضور هذا الكيان على مسرح الأحداث الجارية، لمحاولة شرعنة وجوده غير الشرعي ليكون جزءا من خارطة المنطقة الجغرافية والسياسية، إضافة إلى ذلك إيهام الأميركي بأنه لا يزال قادرا على تقديم خدماته فيما يخص استهداف الدول الرافضة لسياسات الهيمنة الأميركية، وتحويل المنطقة إلى بؤرة دائمة للعنف والفوضى بما يمهد الطريق نحو فرض المشاريع التوسعية التي تستهدفها.
العدو الصهيوني هو رأس الحربة في كل ما يجري في المنطقة من حروب واضطرابات أمنية وسياسية تهدد الأمن والسلم الدوليين، وانخراطه المباشر في الحرب الإرهابية على سورية، هو تأكيد إضافي على أنه الوجه الآخر للتنظيمات الإرهابية التي يرعاها، وفي مقدمتها “داعش والنصرة”، فغالبا ما كان يهب لنجدة مرتزقة تلك التنظيمات عند كل مرة يتقهقرون فيها بالميدان، حتى أنه سبق له وأن أقام مشاف ميدانية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمعالجة الإرهابيين المصابين، وهو يعتبر تلك التنظيمات أدواته الرئيسية لتنفيذ مشروعه الاحتلالي، ليس في سورية وحسب، وإنما في طول المنطقة وعرضها، ولكن الفشل لا يزال يلازم مشاريعه ومخططاته التوسعية، وهو لن يتمكن من تحقيقها بأي حال من الأحوال، مهما تمادى بعربدته وغطرسته، واعتداءاته المتكررة على سورية لن تؤثر بالمطلق على معنويات قواتنا المسلحة، وإنما ستزيدها إصرارا وتصميما على الاستمرار بمحاربة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، فالجيش العربي السوري دائما يمتلك زمام المبادرة، وبمقدوره التصدي لأي عدوان غادر في أي مكان وزمان.