الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
تتناغم المشاهد بين الإرهاب الصهيوني وإرهاب “داعش”، والتي تجسد صورة الإجرام الوحشي الذي يستهدف سورية والمنطقة بشكل عام، وبات هذا الإرهاب والإجرام يرسم الصورة بشكلها الواضح بعيداً عن كل محاولات إخفاء الوجه القبيح لأطراف منظومة الإرهاب العدوان.
فبين العدوان الصهيوني الذي استهدف مواقع في المنطقة الجنوبية أمس، وبين الاعتداءات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش في ريف دير الزور وعلى طريق أثريا حماة تتضح أكثر صورة الحقيقة بأن هناك تكاملاً للأدوار، للإبقاء على الفوضى الإرهابية لتحقيق غايات العدو الصهيوني في سورية والمنطقة.
ولم يعد خافياً على أحد الدعم الكبير الذي يقدمه الكيان الإسرائيلي للتنظيمات الإرهابية، بهدف استمرار الفوضى في سورية بما يمكن العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه الاستعمارية في المنطقة، فالتطورات الميدانية والسياسية تشير إلى أن رعاة الإرهاب باتوا مدركين لخسارتهم المحتومة، بعدما استنفدوا كل ما في جعبهم من أساليب عدوانية، ووسائل ضغط وابتزاز لإخضاع الإرادة السورية لمشيئتهم، ومع ارتدادات الهزيمة التي أصابت مشاريعهم التخريبية، فإن رهانهم الخاسر على خيار استمرار التصعيد، هو الذي ما زالوا يتشبثون به، رغم فشله، وهذا مرده إلى طبيعة النزعة العدوانية التي تحكم عقلياتهم الإجرامية، الأمر الذي يدفع حكام الاحتلال الصهيوني لمواصلة عربدتهم، في محاولة يائسة لإنقاذ مخططاتهم العدوانية المعدة لسورية، وكافة دول المنطقة.
كلما اقتربت الدولة السورية أكثر من إنجاز نصرها الكامل على الإرهاب، ترتفع وتيرة العمليات الإرهابية من قبل منظومة العدوان وعلى رأسها الكيان الصهيوني، لأن كل ما تنجزه سورية على الصعيد الميداني والسياسي بما يصب في إطار تعافيها التدريجي، بكل تأكيد يتعارض بالمطلق مع الرغبات والتمنيات الصهيونية، ولاسيما في ظل مشاريع التطبيع القائمة على أكثر من جبهة، التي يسعى من ورائها الكيان الصهيوني لمحاولة تثبيت دعائم مشروعه الاحتلالي في المنطقة، وهو يدرك تماماً أن كل خطوات التطبيع المجاني تلك، لا قيمة ولا وزن لها طالما بقيت سورية تشكل سداً منيعاً أمام تحقيق مشروعه التوسعي بكل أبعاده العسكرية والسياسية والاقتصادية، وبما يجعل من هذا الكيان صاحب اليد الطولى في المنطقة، ونقطة ارتكاز متقدمة للغرب الاستعماري الذي يمده بكل لوازم الدعم والديمومة ليبقى ذراعه الإرهابي الدائم.