الثورة أون لاين – سامر البوظة :
ساعات عصيبة عاشتها الولايات المتحدة الأميركية بالأمس في اللحظة التي كان يستعد فيها الكونغرس للتصديق رسميا على انتخاب جو بايدن رئيسا جديدا للبلاد وإنهاء حقبة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي أشعل البلاد بنيران العنصرية والتطرف بسبب إصراره على التشبث بكرسي الحكم بأي ثمن, وعدم الاعتراف بالهزيمة, وذلك تلبية لإشباع رغباته في الهيمنة والتسلط حتى لو كان ذلك على حساب سمعة بلاده وعلى أمنها واستقرارها.
وما حدث من مشاهد عنف وفوضى داخل مبنى الكابيتول وفي ساحات العاصمة واشنطن, وأمام العالم بأسره, يعكس مدى هشاشة النظام الانتخابي الأميركي، ويضع في نفس الوقت عدة إشارات استفهام حول الدستور والقانون الأميركي الذي بدا أنه عاجز عن اتخاذ أي إجراء في مثل هذه الحالات, كما أنه عرى بشكل لا يقبل الشك حقيقة الحريات الكاذبة والديمقراطية المزعومة في الولايات المتحدة, والتي لطالما كانت تتغنى بها واشنطن وتدعيها.
وما حدث لم يكن مفاجئا, فالكل كان يتخوف من هذه اللحظة خاصة وأن ترامب وطوال الحملة الانتخابية كان يلمح ويهدد بذلك في حال خسر الانتخابات, وهو ما حصل، فبعد إعلان النتائج وخسارته للانتخابات, لم يترك ترامب وسيلة إلا واستخدمها لتغيير النتيجة, إن كان عبر التشكيك بصحتها أو عبر اللجوء إلى القضاء لكنه لم يفلح, لذلك لجأ إلى تحريض مناصريه على حمل السلاح والخروج إلى الشوارع للاحتجاج, وتجييشهم لاقتحام الكونغرس قبل التصديق على فوز بايدن, عله يفلح في قلب النتيجة, ويبقى في البيت الأبيض.
لقد جسد ترامب عقلية التسلط والهيمنة الأميركية بأوضح تجلياتها, وكشف بعنصريته المفرطة زيف الديمقراطية الأميركية، وأعمال العنف والفوضى التي اجتاحت مبنى الكونغرس، وشاهدها العالم بأسره، إنما تعكس صورة الديمقراطية الحقيقية التي تتغنى بها الولايات المتحدة، وتعمل على تعميمها ونشرها في العديد من دول العالم.