البقعة الساخنة
بقلم مدير التحرير بشار محمد :
دون مقدمات تعرّت حقيقة الولايات المتحدة وتكشّفت صورتها القبيحة بأيادٍ خبيثة وقعت قرارات شنّ حروب وفرض حصار إرهابي على شعوب لم تفتنها ديمقراطية بلاد العم سام ولا نفاق ليبراليته ولا شعاراته البرّاقة التي سقطت على أسوار مبنى الكونغرس.
ترامب يغادر المشهد الدولي مدحوراً ذليلاً بعد أن طعن شعبه وطبخ السّمّ بيده الآثمة وارتكب الحماقة المنتظرة بإنكاره لهزيمته الانتخابية وتحريضه لمؤيديه بإطلاق رصاصة الرحمة على كذبة الديمقراطية والمجتمع الأميركي الليبرالي “المتحضر” الذي دأبت أميركا على تقديم دروس العفة وشهادات حسن السلوك وحقوق الإنسان والحريات والعدالة على كل من لا يرضخ لإرادتها.
ترامب قدم للصهاينة ما لم يقدمه أحد في تاريخ نشأتهم الأسود ودعم وموّل المشروع الإرهابي العالمي وسفك دماء أبرياء ونهب ثرواب شعوب تحت مسوّغ تغيير أنظمة لا تدور في الفلك الأميركي.
أميركا وتمثال حريتها الخاسر الأكبر من مشهد انتهاك ديمقراطية الانتخابات الرئاسية التي ستكون نقطة تحوّل في حاضر الولايات ومستقبلها وسترتد وبالاً على الأنظمة المطيعة المطبعة تبعات المشهد الدرامي الدموي في باحات الكونغرس وقاعاته وللغرب حصته بصمته الوقح على طغيان ترامب ومؤيديه تحت مسمى مجموعات خارجة عن القانون في بلادهم ورجال حرية وثورات الزيتون في بلادنا.
ترامب المجرم باعترافات طالت نيته اغتيال رؤساء وقادة منتخبين لاعتراف صريح باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والمتجني بإقرار حصار إرهابي على الشعب السوري وبيع للقضية الفلسطينة في إحياء وعد بلفور وتخريب لاتفاق إيران النووي، وجميعها حماقات سرّعت رحيله ووضعت خلَفه جون بايدن تحت ضغط إثبات أن مشهد ترامب الأخير لا يمثل ثقافة المجتمع الأميركي الغارق في ظلمات ليبرالية الإلغاء والتمييز العنصري وانتهاك الحقوق ونهب الشعوب.