بات من المعروف أن الوافد الجديد إلى البيت الأبيض لا يختلف عن سلفه بالرغم من الانقلاب الحقيقي الذي نفّذه بايدن بالقوانين والمذكرات فور توليه زمام السلطة من خلال توقيع مراسيم تعاكس أغلب الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب وتجميد بعضها للدراسة، لكن أفضل ما قيل في وصف طرد الإرهابيّ ترامب ووصول بايدن إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركيّة هي مقولة الرئيس الإيراني حسن روحاني: (لسنا سعداء بانتخاب جو بايدن ولكننا سعداء برحيل ترامب).
استبدال المديرين التنفيذيين في الإدارة الأميركيّة جاء بسبب فشل ترامب في تنفيذ حتى سياسة اللوبيات الحاكمة في مفاصل الدولة العميقة وذهابه لإرضائهم بممارسات مجنونة كادت أن تشعل فتيل الحروب في مناطق عديدة من العالم منها اغتيال شخصيات رسميّة لدول ذات سيادة والتهديد باغتيال أخرى بطريقة إرهاب الدولة إضافة إلى انسحابه من اتفاقيات دولية وعالمية ومن منظمات أممية بطريقة زادت من سوء سمعة واشنطن السياسيّة ناهيك عن سوء إدارة الأزمة الداخليّة المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا.
ترامب كان أمام خيارين بعد فشله الذريع داخلياً وخارجياً كمدير تنفيذي إما الخروج المذلّ الذي شهدناه من البيت الأبيض أو مواجهة مصير جون كنيدي وخاصة أنه حاول تجاوز الخطوط الحمراء وأشعل فتيل أحداث الكابيتول التي أظهرت حقيقة الديمقراطية الأميركيّة المزعومة.
بايدن الذي شرع بتفكيك أشراك وأفخاخ ترامب يدرك حجم الكوارث والأزمات التي ستواجهها إدارته من مخلفات الإدارة السابقة وخاصة أن العالم مقبل على مرحلة سياسية جديدة لم تعد فيه واشنطن القطب الأوحد وعليها التعاطي مع مسألة الهيمنة والتفوق الأميركيّ من منظور آخر وخاصة مع الصعود السريع لبكين قبل موسكو سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلمياً وعليه فإن أولى محطّات اختبار الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركيّة هي اضطلاعه بسياسة متوازنة داخلياً لمحو آثار النكسات الترامبيّة قبل التفاتته لبقية القضايا العالمية الحقيقية وقبل حتى تصحيح علاقات واشنطن مع أتباعها أو حلفائها إذا صحّ التعبير …
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير: بشار محمد