فشلنا في سورية …هو العنوان العريض الذي وسم فيه المسؤول الأميركي السابق جيفري فيلتمان في تصريحاته الأخيرة جبين مرحلتي اوباما وترامب وهو اللوحة التحذيرية لبايدن القادم فوق تراكم الأخطاء الأميركية في سورية، بأن سياسة واشنطن لم تحقق المصالح بل اختبرت قوة دمشق السياسية والعسكرية والتحالفية أيضاً، وبأن من ربح الميدان يربح في السياسة ولا رهان بعد على سقوط الدولة السورية بعد أن غلب الجندي العربي السوري كل رهانات الغرب.
اللافت بأن فيلتمان ومجموعة من المسؤولين السابقين والحاليين في إدارة البيت الابيض راحوا يروجون لمقاربات أميركية جديدة في سورية ولسياسة (الخطوة خطوة ) ربما لإنهاء حالة الاستعصاء الأميركي في الملف السوري، والذي باتت فيه واشنطن محتلة في الشرق السوري دونما أن تتقدم خطوة سياسية واحدة بل على العكس تحاول استجماع الأدوات مجدداً من داعش إلى قسد وحتى اردوغان العثماني بالإضافة إلى قانون قيصر دون أن تحقق مايذكر من أهدافها في سورية وهي إرضاء إسرائيل ..وإسرائيل فقط.
لذلك لم يفند فيلتمان المصالح الأميركية في ماذكر بل تنكر كالغراب بريش حمامة السلام متناسياً أن دمشق قالتها منذ شهور وتكررها منذ أعوام بأن خروج المحتل الأميركي والعثماني هو مفتاح الحلول، وأن ماتقوم به واشنطن من بلطجة عبر قسد واردوغان لايعكس بأن هناك تغييراً مرتقباً في السياسة الأميركية التي لاتتغير ولاتنقلب إلا إذا انهارت عقليتها المحشوة بالامبريالية والمغلفة بسلوفان الليبرالية ومحاولات تقطيع أوصال الشعوب بالشوكة والسكين الاميركية بحجة الحرية والديمقراطية التي نادت بها تحت ظلال سيوف داعش و في( فيء )خيمة (الخليفة وأميرالنصرة )الاستخباراتية !!.
يتحدث فيلتمان ومن معه عن ضرورة تغيير سلوك أميركا في سورية بينما تتوحش واشنطن عبر أدواتها قسد في الحسكة أكثر وتزيد من عيار حصارها للأهالي هناك وتقطع سبل الحياة مقابل الاستسلام للاحتلال والسباحة مع التيار الانفصالي لقسد، والتي تحاول أن تجر إليها المشهد الميداني والسياسي أيضاً …ثمة من يقول أنها تريد أن تنضم إلى وفد “المعارضة” في لجنة مناقشة الدستور في جنيف ..وهناك من يرى أنها أخذت ضوءها الأخضر من بايدن لتستعرض العضلات امام أردوغان.
تكثر التحليلات حول أهداف ميلشيات قسد في سورية فهي تدرك أن احلامها الانفصالية مجرد جزرة تُستجر بها عادة ،لكنها اعتادت الارتهان للمستعمر وحالها حال كل من يصدق الغرب وخاصة أميركا.
أميركا -ترامب التي استجرت الخليج وبعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل مقابل صفقات الأسلحة وبيع “الإف 35” للدول المطبعة والاعتراف بالصحراء الغربية للمغرب .. جاء بايدن ليسحب كل تلك الوعود ويبقي على التطبيع الذي لايحمل حتى صفة البيع بل جاء مجانياً وكارثياً ليسجل التاريخ هذا الفخ الأميركي الذي حفره ترامب وطمر فيه بايدن المطبعين …أما نحن في سورية فلنا صفحاتنا الناصعة والمشرقة في مسيرة صمودنا والتي كتبت ببندقية الجيش العربي السوري وبسياسة دمشق، دمشق الحكيمة و بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي بات رمزاً عربياً وإقليمياً تتحدث عن وطنيته وصلابة موقفه وحكمته وشجاعته وتماسك موقفه كل آنامل الكتاب والمؤرخين والسياسيين والصحفيين والمثقفين في سورية والوطن العربي وحتى في الغرب يتحدثون عن القائد الأسد في صفحات ناصعة من تاريخ الصمود.
من نبض الحدث- عزة شتيوي