الثورة اون لاين – يمن سليمان عباس :
يقول جان جاك روسو المربي الشهير في إحدى نظرياته التربوية :التربية السلبية إيجابية جدا ويفسر ذلك من خلال بعض الأمثلة التي يطرحها فمثلا حين نضع سكينا على الطاولة ويكون في البيت طفل صغير لم يع بعد خطر السكين يمسك بها ويؤذي نفسه هنا الفعل الذي حدث هو من إهمال الأهل، صحيح أن وجود السكين طبيعي لكنه فعل سلبي .
والفعل السلبي الذي يعني رفع السكين عن طاولة المطبخ إلى الخزانة قد يكون فعلا سلبيا لمن لا يعرف مكان السكين حين حاجتها، لكنه إيجابي لطفل صغير لا يعرف معنى خطرها .
وبالتالي ما هو سلبي لنا إيجابي لأطفالنا من خلال انتفاء مسببات الأذى.
اليوم ونحن نعيش ظاهرة اطفال المفاتيح التي كثرت في مجتمعنا لابد أن نعمل وفق نزع الأسباب لنصل إلى حالة تفادي الخطر وظاهرة أطفال المفاتيح كما تقول المعطيات
مصطلح اجتماعي يطلق على الأطفال الذين يعودون بمفردهم من المدرسة إلى منزل خال من الوالدين بسبب انشغالهم بالعمل. ظهر المصطلح عام 1944 خلال”الحرب العالمية الثانية”حيث كان أحد الوالدين يتطوع في الجيش والآخر يضطر إلى العمل فيعلقون مفتاح المنزل حول رقبة طفلهم.!
هي إذن ظاهرة عالمية ليست وليدة اليوم ولن تنتهي ابدا مع تطور الحياة واحتياجات الأسرة ما يعني أن علينا كأمهات وأسر أن نعد البيت ليكون مكانا مناسبا لأطفالنا حين يحملون مفاتيح المنازل ويعودون وحدهم أو ربما يكونون مسؤولين عن أخوتهم .
هذا يقتضي بالضرورة إعداد البيت لأن يكون آمنا من حدوث الكثير من الأخطاء والأخطار مثل العبث بالغاز أو الكهرباء أو مفاتيح الأبواب والشرفات والعبث بالأجهزة الكهربائية …كما يقتضي الحرص على إعداد وجبات طعام خفيفة لا تحتاج إلى تسخين يجدها الطفل جاهزة حين عودته كما يجب تزويد الطفل بالكثير من الأمور التي تمنعه مثلا من فتح الباب لأي غريب ..كما يجب عدم الإكثار من الحديث عن أن طفلك يعود وحيدا إلى البيت …يضاف إلى ذلك ضرورة التواصل معه عبر الهاتف الأرضي إذا كان موجودا …
كثير من امور الأمن الاجتماعي يجب أن تكون حاضرة في الأسرة وببساطة يجب نقلها للأطفال دون تخويف ..بل من خلال تعويدهم وتدريبهم على تحمل المسؤوليات لكن دون مبالغة ..وربما يقتضي الأمر أن تكون هناك دورات للآباء والأمهات حول هذا الأمر.