الملحق الثقافي:هبة وفيق الأحمد:
أيُّها القمر
ترجَّلْ عن صهوةِ سمائك..
واهبطْ
سماؤكَ مغتصبة كما الأرض
اعدمْ الشَّمس شنقاً بجدائلِ أشعَّتها
اطفئ نورك ..
اغمضْ عينيك ..
“ليس عدلاً أن تُكسِّر أحلامكَ الدنيا وتبقى تناظرها بعينِ الأمل “
وتعال ..
بي فجوة لا يملؤها إلا أنت
فالوادي غير ذي زرعٍ
هُتكت زهرة صباهُ وأضحى أضحوكة بين أنداده ..
والأفقُ حزمَ أمتعتهِ وهاجر ..
داهمتهُ أسرابٌ من الذبابِ الملثّم !
تعال
لأمَّةٍ ستُقتلُ طعناً بالأقلام
ورشقاً بالمحابر ..
على يدِ كلمات ..
حشرجتْ بها حناجرُ الصمت ..
تعال لأمَّةٍ
أصيبت بسكتةِ حبرٍ فهلوست تردِّد:
“يجب إعادة كسر أنوفنا لنُعَالجُ بالشكلِ الصحيح”
تعال احملني وطرْ بي
فحائط غرفتي الذي يسندُ عجزي
مالَ عليَّ هشّمني
والساعة تسخرُ مني
أسمعُ قهقهتها تَجمعُ عقاربها ليرقصوا فوق فُتاتي ..
تعال ياقمر..
ارقص معي الرقصة الأخيرة!
هل راقصتَ يوماً أنثى مسكونة بالحروفِ والموسيقا و…الوطن !؟
تعال ..
وغنِّي لي
لا أحد يغني لي
فأمِّي داهمتها قطعان الذئاب..
سبوها.. انتزعوا رحمها وصنعوا منه..
سيجار كبتاغون !
وأبي فارٌ من “العدالة”..
طعنوه بخناجرِ الظلمِ. وسلخوا جلده عنه
صنعوا منه ..
“ميزاناً أعور .. بكفّة واحدة يصفق لهم “
أما أخي فهو الناجي الوحيد ..
عيّنوه..
قارع طبولٍ في مقبرةٍ جماعية!
ارقصْ معي أرجوك
لنحرق الوقت …
نحلّق ..ونحطُّ عند بحرٍ..
رمادي! ..
نخلعُ عند شواطئهِ كلّ دموعنا ..
التاريخ: الثلاثاء2-2-2021
رقم العدد :1031