الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله :
تداعيات هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الكونغرس في 6 من الشهر الماضي ، أخذت تحضر بقوة وتعصف بآلية التفكير لدى المسؤولين الأميركيين ، خاصة في وزارة الحرب الأميركية حيث الخوف هنا من حصول أي مضاعفات مستقبلية تابعة لذلك الهجوم بسبب وجود نسبة عالية من المتطرفين في صفوف الجيش الأميركي ، ومنهم من شارك في الهجوم ، وقد أطلق وزير الأميركي نقاشاً في مختلف وحدات قوات بلاده المسلّحة حول هذا التطرّف في الجيش .
المتحدّث باسم “البنتاغون” جون كيربي قال في هذا السياق خلال مؤتمر صحافي “إنّ وزير الدفاع الجديد لويد أوستن أمر جميع الوحدات العسكرية بأن تخصّص في غضون شهرين يوماً لمناقشة موضوع التطرّف في الجيش ، بهدف تثقيف العسكريين بشأن مخاطر التطرّف والأخبار الكاذبة ، وكذلك الاستماع إلى وجهات نظرهم حول تعريف التطرّف وكيفية مواجهته” ، معتبراً أن الهجوم كان بمثابة “جرس إنذار” ، ومقراً بأن البنتاغون ليس قادراً في الوقت الراهن على تقييم حجم هذه المشكلة ، حيث رأى أنه لم يتم حلها بعد .
يأتي ذلك أيضاً بعد أن اضطر البنتاغون لإقصاء 12 من عناصر الحرس الوطني من المهمّة الأمنية التي تولّت تأمين حفل تنصيب جو بايدن في واشنطن ، وذلك في أعقاب تحقيق أجراه لتبيان ما إذا كانت هناك أيّ علاقة بين العناصر المكلفين ضمان أمن العاصمة وجماعات متطرّفة .
وعلى مدار أكثر من 10 سنوات تجاهلت الإدارات المتعاقبة تقارير لمكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” ووزارة الأمن الداخلي بشأن تسلّل متطرّفين من دعاة تفوّق العرق الأبيض إلى الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية ، ولم ينشر “البنتاغون” يوماً أعداد المتطرّفين الذين قد يكون طردهم من صفوف وحداته .
ما حدث من عدوان وتطرف على الكونغرس يبدو أنه ألقى بظلاله أيضاً على كندا حيث بدأت تتخوف هي الأخرى من حدوث أعمال عنف وفوضى مشابهة نظراً لتشابك خيوط المتطرفين والإرهابيين ، حسب ما كشفت ، وهو ما يأتي بعد أن أعلنت وزارة الأمن العام الكندية أمس الأربعاء إدراج جماعة “براود بويز” التي تتّبع عقيدة الفاشية الجديدة ، و12 جمعية أخرى في قائمة المنظمات الإرهابية في كندا ، موضحة في بيان لها : أن جماعة “براود بويز” التي تأسست في عام 2016 م والمنتشرة في دول عدّة لاسيّما كندا والولايات المتحدة “لعبت دوراً محورياً في التمرّد” الذي شهده مقرّ الكونغرس الأميركي .
ولدى سؤاله حول ما إذا كانت الجماعة تشكّل “تهديداً جدّياً وآنياً للأمن في كندا”، ردّ وزير الأمن العام الكندي بيل بلير بـ”نعم” ، وفي مؤتمر صحافي قال : “هناك أدلّة متزايدة على تورّط هذه الجماعة في تصاعد أعمال العنف .. نراقب أنشطة هذه الجماعة بكثير من القلق منذ العام 2018 م” ، مؤكّداً أنّ هذا التحوّط ازداد بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية .
واعتبرت وزارة الأمن العام أنّ جماعة براود بويز “منظمة تتّبع عقيدة الفاشية الجديدة وتمارس العنف السياسي” ، وأنّ أعضاءها “يعتنقون أيديولوجيات معادية للنساء وللإسلام وللمهاجرين ، وينادون بتفوّق العرق الأبيض” .
وقال مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته إنّ الجماعة تعدّ مئات لا بل آلاف الأعضاء في أميركا الشمالية ، وإنّ هؤلاء منتشرون في كل المدن الكندية الكبرى .
كما أدرجت في القائمة ثلاث جماعات أخرى لديها ارتباط بـ”التطرّف العنيف ذي الطابع الأيديولوجي” .
وكان مجلس النواب الكندي أقرّ الأسبوع الماضي مذكّرة تدعو حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى حظر جماعة “براود بويز” القومية المتطرّفة في كندا باعتبارها “منظمة إرهابية”