الثورة اون لاين :
عرفت بطولة كأس العالم لكرة اليد (مصر 2021)، التي تُوجت بها الدانمارك على حساب السويد، تحوّلاً بارزاً، برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 للمرّة الأولى في سجل المسابقة، بعد أن كانت المشاركة تقتصر على 24 منتخباً فقط منذ نسخة 1995.
ووُزِّعَت المنتخبات على ثماني مجموعات تضمّ كل واحدة 4 منتخبات. وفي أعقاب الدور الأول، تتأهل المنتخبات التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى إلى الدور الرئيسي.وخلال الدور الرئيسي، لم تلعب المنتخبات التي كانت في المجموعة نفسها ضد بعضها مجدداً، إذ حافظت على النقاط التي حصلت عليها في المواجهات المباشرة في الدور الأول، ليتأهل الأول والثاني عن كلّ مجموعة من المجموعات الأربع إلى الدور ربع النهائي.
ولم يرافق زيادةَ عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات، تحسّن على المستوى الفني، فالمكسب الهام لهذا النظام ارتفاع عدد المباريات لمختلف المنتخبات المشاركة وبدل مغادرة الدورة سريعاً، فإن كلّ منتخب ينال فرصة خوض مباريات ترتيبية.وفي الواقع، فإنّ الاتحاد الدولي كان مطالباً بالبحث عن آلية تساعد على رفع المستوى الفني بدل البحث عن رفع عدد المنتخبات، لأن النظام الجديد ساعد بعض المنتخبات التي كان من شبه المستحيل بالنسبة إليها الوصول إلى النهائيّات، مثل منتخبات القارة الإفريقية التي مثّلتها 7 منتخبات في هذه النسخة.
ويبدو أنّ الاتحاد الدولي لكرة اليد، ساير عديد الاتحادات الدولية في كرة القدم على سبيل المثال، على غرار الفيفا، أو القارية (كاف)، في سياسة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيّات، في سبيل رفع عدد المباريات في الدورة لتأمين عائدات مالية أكبر من النقل التلفزيوني أساساً.وما يؤكد هذا التوجه، أن المنتخبات التي بلغت الدور ربع النهائي، هي تقريباً نفسها التي كانت حاضرة في النسخة الماضية من النهائيّات، ذلك أنّ النظام الجديد، باستثناء فشل المنتخبين التونسي والنمساوي في التأهل إلى الدور الرئيسي، لم يحمل أي مفاجآت.ورغم أن المنتخبين القطري والمصري نجحا في الوصول إلى الدور ربع النهائي، وكسر الهيمنة الأوروبية، إلا أن التأهل إلى نصف النهائي كان لمنتخبات القارة العجوز من جديد.والمنتخبان المصري والقطري هما الوحيدان اللذان نافسا المنتخبات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن نجاح مصر في آخر نسخة أسهم في رفع حصّة منتخبات القارة الإفريقية في المونديال.وبناءً عليه، فإن التعديلات التي أقدم عليها الاتحاد الدولي لم تحدث تحوّلاً جوهرياً على المسابقة، بل إن الوضع ظل على حاله على غرار كل النسخ السابقة، ما يفرض البحث عن آليّات جديدة تسمح لهذه المسابقة بأن تبلغ درجة تنافسية أعلى، وتتيح للمنتخبات الضعيفة اللعب أكثر ضد منتخبات الصف الأول، حتى يمكنها الاحتكاك بها وتطوير قدراتها.