“التتريك”.. سياسات بائدة ينتهجها أردوغان اليوم

 

الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
يواصل النظام التركي الإخواني انتهاكه للقوانين الدولية والسيادة السورية بقرارات وإجراءات باطلة تكرسه كقوة احتلال، فالقرار الذي أصدره مؤخراً والقاضي بافتتاح كلية طب ومعهد عال للعلوم الصحية يتبعان لجامعة العلوم الصحية التركية باسطنبول وذلك في بلدة الراعي بريف محافظة حلب، هو قرار خطير ويثبت أن أردوغان يضمر أطماعا عثمانية قديمة متجددة، يسعى إلى تحقيقها بكل الوسائل والسبل الخبيثة، محاولا تغليفها بذرائع إنسانية أو علمية أو ثقافية.
وتتأتى خطورة قرار نظام أردوغان الجديد من أنه محاولة للعب بالهوية الثقافية في هذه المنطقة عبر “تتريك” التعليم فيها، مستفيداً من القرب الجغرافي ووجود مرتزقة يعملون بإمرته في الشمال السوري وينفذون أجنداته الإخوانية، وهذا يؤكد أن لدى أردوغان مشروعا احتلالياً يتقاطع ويتكامل مع المشروع الصهيوني – الأمريكي الغربي الأطلسي لتفتيت سورية واللعب بمصير ومستقبل شعبها.
كما تأتي خطورة هذا القرار من كونه محاولة لتكريس الوجود التركي غير الشرعي في جزء من الريف الحلبي، وهو يأتي استكمالا لسلسلة من الإجراءات غير القانونية قام بها النظام التركي منذ عام 2011 لتأجيج وإطالة أمد الأزمة في سورية عبر دعم أطراف وتنظيمات إرهابية مثل (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(جبهة النصرة) وغيرها، ومحاولته إقامة كانتونات إرهابية تابعة له على حساب وحدة سورية وسلامة أراضيها، كما يجري اليوم في إدلب وعفرين ومناطق أخرى حدودية في شمال الحسكة والرقة، حيث يرفع أعلامه ويفرض قوانينه على الأراضي التي يسيطر عليها حالياً ويضغط على الأهالي لتمرير أجنداته بالقوة.
ما قام به نظام أردوغان يهدف إلى إلحاق هذه الأراضي بالسيادة التركية وفصلها عن الوطن الأم وتعزيز وجوده فيها على أمل أن يكون جزءاً من الحل السياسي النهائي في سورية، ما يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتفاهمات وقرارات آستنة التي تدعو دائما لاحترام وحدة سورية وسلامة أراضيها.
لا شك بأن ممارسات الاحتلال التركي في الأراضي السورية التي يتواجد فيها تتكامل مع ممارسات ميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأميركي وإن كان العداء بينهما هو ما يطفو على السطح، فكل طرف يقدم للطرف الآخر الذرائع التي يبحث عنها، فممارسات النظام التركي تجعل مليشيا “قسد” تحتمي وتلوذ بالمحتل الأميركي وتحمل السلاح ضد الدولة السورية، وممارساتها ضد أبناء الجزيرة السورية وسعيها لمشروع انفصالي يؤمن للنظام التركي الذرائع التي يبحث عنها كخطورتها على أمنه القومي من أجل التدخل في الشأن الداخلي السوري.
كما أن الطرفين “قسد والنظام التركي” يتقاطعان بجملة من الممارسات والانتهاكات ضد أهلنا في الشمال السوري، من اعتداءات وقتل وتشريد ونهب ممتلكاتهم وسرقة الممتلكات العامة، ونهب النفط السوري بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي، يضاف إلى ذلك قيامهما بقطع الكهرباء ومياه الشرب عن المواطنين السوريين في الحسكة وغيرها بهدف إجبار الناس على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً.
إن قيام نظام أردوغان الإرهابي بافتتاح مدارس وفروع للجامعات التركية فيها وإطلاق أسماء تركية على بعض المناطق والمدارس والمؤسسات ورفع علم الاحتلال التركي عليها وفرض عملته في التعاملات التجارية، هو محاولة لتتريك المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي فيها، عبر تهجير السكان المحليين للقرى والبلدات وإسكان مرتزقته والإرهابيين التابعين له فيها، وهي نفس السياسة التي اتبعها أجداده العثمانيون قبل أكثر من قرن وكان من نتيجتها اقتطاع مساحات واسعة من الأرض السورية وإلحاقها بتركيا، وهو أمر لا يمكن أن يمر مهما كلف من تضحيات، وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يضطلعا بمهماتهما لمنع حدوث هذه الجريمة التي تكررت في ثلاثينات القرن الماضي عندما تم اقتطاع لواء إسكندرون السليب من وطنه الأم سورية بمؤامرة تركية فرنسية بنيت على الخداع والغش والتضليل واللعب بالتركيبة الديموغرافية لإتمامها.

آخر الأخبار
من الإصلاح الداخلي إلى الاندماج الدولي... مسار مصرفي جديد متدربو مدارس السياقة بانتظار الرخصة انضمام سوريا المرتقب إلى التحالف ضد "داعش".. مكاسب سياسية وأمنية الدفاع المدني يُخمد حريقاً كبيراً في الدانا ويحمي المدنيين من الخطر عودة الدبلوماسيين المنشقين.. مبادرة وطنية تساهم بإعادة بناء الوطن إغلاق معمل "الحجار" يعود لارتفاع التكلفة وضعف الكفاءة التشغيلية إلزام المنتجين بتدوين سعر البيع للمستهلك ..هل يبقى حبراً على عبوة ؟!    المراكز الزراعية.. تحديات الرواتب المنخفضة وفوضى المدخلات تهدد الأمن الغذائي التحليل الإحصائي للبيانات يعزز استقرار النظام المصرفي حرق النفايات حلّ.. في طياته مشكلات أكبر بين الإصلاح والعدالة طفرة الذكاء الاصطناعي هل تنتهي ؟ التغذية والرياضة..لتجاوز سنّ اليأس بسلام وراحة مؤسسة بريق للتنمية ..دعم مبادرات الشباب واليافعين والمرأة كيف يشعر الإنسان بالاغتراب في المكان الذي ينتمي إليه؟ مبادرات مجتمعية تنهض بالنظافة في حي الزاهرة بدمشق التضليل الإعلامي.. كيف تشوه الحقائق وتصنع الروايات؟ "نسمع بقلوبنا" عشر إشارات تكسر حاجز الصمت جدران مصياف تروي قصصاً فنيّة اتفاق الكنائس والإدارة الذاتية حول المناهج التعليمية.. خطوة تهدئة أم بداية لتسوية أوسع..؟