لاتخرج تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حدود الهذيان والكذب والتلفيق عندما نطق زورا وبهتاناً أن “الجولان السوري المحتل جزء من إسرائيل المزعومة وأنه لن ينسحب منها مع تسوية أو بدونها”.
تلك التصريحات التي يطلقها بنيامين نتنياهو حول الجولان المحتل لن تغير من هويته ولن تؤثر على كل الحقائق التاريخية والجغرافية والواقعية ولن يفلح هذا المأزوم في إيصال رسائله إلا للداخل الإسرائيلي الذي بدأ بالتململ من مراوغته وكذبه فهو يسعى لمحاولة الظهور كبطل قومي يدافع عن احتلاله للأراضي أمام المستوطنين علًه يكسب البعض من الوقت للهروب من ملفات الفساد وقضايا جنائية لا تنفك تلاحقه.
نتنياهو الذي رد بعد ساعات من تجاهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقرار الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يحاول لفت انتباه واشنطن من خلال معارضتها كلامياً خاصة أن بايدن لايزال يمتنع عن الاتصال به إلى درجة أصبح فيها الأخير من السخرية والتنذر مايجعل سفير الكيان الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون ينشر رقم هاتف نتنياهو في تغريدة على تويتر، مناشدا الرئيس الأمريكي الاتصال به لينهال بعد هذه التغريدة سيل من السخريات في صحف الكيان مشيرة إلى أن هذا الرقم قديم ولم يعد في الخدمة .
لاشك أن واشنطن ملتزمة بأمن الكيان الصهيوني لكن سوء العلاقة الذي يعتري شخصية نتنياهو مع الحزب الديمقراطي الأميركي كما في عهد الرئيس أوباما ونائبه بايدن حينها ستؤثر حكما على طبيعة التعاطي حيث أن ما تظهره الولايات المتحدة من سياسات تجاه إسرائيل توحي بضرورة انتهاء مرحلة نتنياهو والمجيء بشخص آخر يواكب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مقاربة كل الملفات في منطقة الشرق الوسط أي يجب تغيير وجوه في الكيان الصهيوني لتتمكن واشنطن من تنفيذ أجنداتها دون ضغوطات إسرائيلية مؤثرة في صنع القرار الأمريكي.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- بشار محمد