الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
أصدرت وزارة الأمن الداخلي في أمريكا يوم الأربعاء تحذيراً من الإرهاب على مستوى البلاد يستمر حتى 30 نيسان ، يحذر من هجمات إرهابية محتملة من قبل الأمريكيين “ذوي الدوافع الأيديولوجية” ولديهم “اعتراضات على ممارسة السلطة الحكومية والانتقال الرئاسي ، وكذلك المظالم المتصورة الأخرى التي تغذيها الروايات الكاذبة “، وتشير اللغة المستخدمة في التحذير إلى أن ملايين الأمريكيين هم إرهابيون محتملون .
وأصدرت أيضاً تحذيرات ضد كل من يدعم أو يكون مناهضاً للحرب ، مناهضاً للضرائب ، مناهضاً للسياسة ، مناهضاً للعسكرة ، مؤيداً للحياة ، ونشطاء مناهضين للاحتياطي الفيدرالي ، وبالتأكيد كل من لديه “اعتراضات على ممارسة سلطة الحكومة” .
من المؤكد أن الطبقة السياسية وخادماتها في التكنولوجيا الكبيرة ووسائل الإعلام السائدة تعتبرهم متطرفين أيديولوجيين ، وإن أي شخص يحصل على أخباره من مصادر أخرى غير وسائل الإعلام السائدة أو التكنولوجيا الكبيرة التي تسيطر عليها الحكومة الأمريكية ، أو يستخدم بعض منصات التواصل الاجتماعي “غير المعتمدة” ، يُعتبر شاذاً عن المجتمع الأمريكي ، وأفكاره تغذيها روايات خاطئة ( أي رواية تناقض الرواية الرسمية تعتبر خاطئة) .
إن التنبيه من الإرهاب المحلي هو إشارة وتوجيه إلى أن الأحداث التي جرت في 6 كانون الثاني في مبنى الكابيتول هيل (مثل هجمات 11 أيلول 2001 التي تبين لاحقاً انه كان مخطط لها لأسباب أصبحنا نعرفها جميعاً وهي محاربة الإرهاب كما يدَّعون ، فقاموا بغزو العراق و نهب ثرواته والسعي إلى تقسيم الشرق الأوسط وزعزعة استقراره) .
والآن يتم استخدامها لدفع أجندة طويلة الأمد لمناهضة الحرية ، فالتشريع الأمريكي يوسع سلطة الحكومة الفيدرالية لاستخدام القوة والعنف ضد السكان المحليين المطالبين ببعض الحريات .
من المرجح أن يتوسع الكونغرس في مراقبته وسلطاته غير الدستورية الأخرى ضد ما يسميهم “الإرهابيين المحليين” ، تماماً كما تمت كتابة قانون الوطنية قبل سنوات من عام 2001 ، وتمت كتابة هذا التشريع قبل فترة طويلة ، والآن يستغل – مؤيدو هذا المشروع – الحالة الهستيرية التي حدثت والعصيان المزعوم الذي حدث في 6 كانون الثاني ، وذلك من أجل دفع مشروعهم إلى جدول أعمال الكونغرس .
مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان أشار مؤخراً إلى أن الليبراليين من بين الأشخاص الذين يجب أن تلاحقهم الحكومة ، و في عام 2009 ، حدد مركز الاندماج الممول اتحادياً الأشخاص الذين دعموا حملتيّ الرئاسية ، أو حملتيّ من أجل الحرية ، أو بعض مرشحي الأحزاب الليبرتارية والدستورية على أنهم متطرفون عنيفون .
الهدف النهائي لأولئك الذين يضغطون من أجل قمع “الإرهاب المحلي” هو جعل الناس غير راغبين حتى في التفكير في أفكار “راديكالية” – لجعل الناس خائفين للغاية من أفكار معينة لدرجة أنهم يرفضون حتى منح هذه الأفكار إلى الاستماع أو المناقشة فيها .
يجب على التقدميين الذين يميلون إلى دعم ما يتم الترويج له على أنه حملة قمع ضد عنف اليمين أن يأخذوا في الاعتبار تاريخ مضايقات الحكومة للحركات التقدمية والقادة مثل مارتن لوثر كينغ الابن ، بالمقابل ماذا لو حدث العكس وأعطيت الفرصة والقوة الآن لليبراليين لملاحقة المتطرفين الأيديولوجيين ؟.
يجب على جميع الأمريكيين الذين يعتزون بقانون الحقوق أن يجتمعوا معاً ، وسنعمل من أجل الحرية وحشد الأمريكيين لوقف تمرير أي تشريع محلي يتعلق بالإرهاب .
بقلم : رون بول
Antiwar