لا يقتصر تقييم نجوم كرة القدم بحسب الكفاءة على الجمهور، بل يتعداه إلى بعض المدربين والإدارات، وهذا طبيعي، فـ (الكفاءة) هي القاعدة التي يُبنى عليها الحكم والأساس الذي يرسم الانطباع، بيد أن الفيصل في القضية، يقوم على ركيزتين :عطاء اللاعب، ومردوده في المباراة، بغض النظر عن كفاءته، أضف إلى ذلك الحالة الذهنية والنفسية للاعب، واللياقة البدنية، ففي كرة القدم لا يهم الإمتاع بقدر ما يهم رصيد الأهداف والنتيجة.
في دورينا الكروي يمكن الجزم أن الكثير من اللاعبين يمتلكون عامل الكفاءة، لكن المراقبين يرون أن الكفاءة لم يعول عليها؟! فما الذي دفع فريق الجيش ليتصدر المشهد في جولاته الأخيرة، وجعل الفتوة يتذيله؟ ولا فارق يذكر في الكفاءة بين لاعبي الفريقين على المستوى الفردي ؟! ومن هنا يمكن القول: إن الفوارق لا تتعلق بمعيار الكفاءة، وإنما باعتبارات أخرى منها الالتزام والتحضير الذهني العالي واللياقة والتمرين والمتابعة لكل جديد والتطور واستقرار الجهاز الفني، كل هذه العوامل جعلت فريق الجيش في قمة الهرم والفتوة في قاعدته؟!
ثمة لاعبون مغمورون يقدمون مستويات مبهرة ويقلبون نتائج فرقهم، فقد يتألق لاعب في مباراة واحدة، أو في عدة مباريات متتالية، وقد يصول ويجول على مدار موسم كامل، الأمر الثابت في هذا السياق أنه من الصعب الجزم أو القطع بما يمكن أن يقدمه هذا اللاعب قبل المباراة، لأن كرة القدم في واقع الأمر ليست مجرد كفاءة فقط، بل بات الإعداد والتحضير بكل أشكاله وجوانبه أهم عوامل الثبات والتألق.
الرياضة بعمومها، وكرة القدم بخصوصيتها، تقومان على دعائم الأفضلية والتفوق والجدية وليس على الكفاءة فحسب، والرصيد يرتفع بالتمرين والمتابعة، وينخفض بالاستهتار واللامبالاة، وكثير من النجوم بلغوا سقف الكفاءة، لكنهم أخفقوا في أغلب الأحيان بزيادة أرصدة فرقهم.
ما بين السطور- سومر حنيش

السابق
التالي