“الليبرالية الحديثة” .. نشر التعصب والكراهية .. فكيف نواجهها ؟

الثورة أون لاين – راغب العطية :

كشفت الحرب الإرهابية المستمرة على سورية منذ عشر سنوات ازدواجية المعايير والنفاق السياسي اللذين يلخصان وجه “الليبرالية الحديثة” للغرب وفي بعض الدول الإقليمية التي تتكلم باسم الإسلام والعقيدة الإسلامية ، والإسلام منهم براء ، لأن من يشجع على القتل والإرهاب وتدمير الممتلكات والزرع والضرع والمستشفيات والمدارس والمعامل ودور العبادة ، فهو يخالف بشكل واضح لا لبس فيه مقاصد وتعاليم الدين الإسلامي .
وكما يتلطى رعاة الإرهاب الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية خلف شعارات زائفة ترفع زوراً وبهتاناً مبادئ سامية عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، يتجلبب هم الآخرون – رعاة الإرهاب الوهابي والإخونجي في النظامين السعودي والتركي ومن لفّ لفّهما – بجلباب الإسلام ، وهم يرتكبون صباح مساء في سورية كل الموبقات التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف وعلى رأسها قتل الأبرياء لتحقيق غايات سياسية .
ولما كان على الإنسان المؤمن الذي يتبع عقيدة إيمانية روحية أن يكون ملتزماً بمقاصد عقيدته وتعاليمها ، وأن لا يخالف هذه المقاصد والتعاليم بسلوكه وفعله ، ليبقى المجتمع صحيحاً سليماً قادراً على مواجهة الآفات الاجتماعية التي تعمل على بثها ونشرها دول كبرى ، وفي مقدمة هذه الآفات الإرهاب الأسود الذي ليس له دين ولاحدود .
تناول السيد الرئيس بشار الأسد هذا الموضوع بكثير من التفصيل خلال اجتماع وزارة الأوقاف في 7 كانون الأول 2020 بجامع العثمان بدمشق .
وحيث أن هناك حرباً تشن ضدنا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعقائدياً ، فعلينا المواجهة والتصدي لهذه الحرب من خلال أخذ الموقع الصحيح والاتجاه الصحيح والطريقة الصحيحة كي لا نخسر المعركة .
ومن أبسط الأمور في هذه المعركة هو استخدام المصطلحات الصحيحة والسلوك الصحيح وكلاهما ينطلق من تعاليم الدين ومقاصده ، فمثلاً علينا أن نحول الغضب كحالة إنسانية تجاه إساءة معينة ، إلى طاقة منتجة وإلى نقاش وحوار وأفكار وخطط ، كي نوجه رسالة للخارج تؤكد أن علاقتنا بالدين هي علاقة ثابتة ومبدئية ، وليست متذبذبة ، وعلينا أن نقتدي في ذلك بالرسول الكريم (ص) الذي قدم لنا نماذج في الهدوء ورباطة الجأش ، فهو الذي تعامل دون أدنى اهتمام مع الذين حاولوا الإساءة له .. كتعامله مع الشعراء الجاهليين الذين تفننوا وأبدعوا في هجائه .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هو هل يجوز للمسلمين أن يتبعوا الرسول في العقيدة ويخالفوه في السلوك ؟ سؤال برسم من يدعون أنهم غيارى على الإسلام والمسلمين ، وأنهم ينتصرون دائماً للدين والرسول ، في حالات الإساءة التي تخرج للعلن بين فترة وأخرى .
ولأن الدين لا ينتصر بالغضب .. بل ينتصر بالعمل والتطبيق ، فنطبق الدين بشكله الصحيح في المجتمع من خلال تطبيق المقاصد ، فعندها سيكون هذا المجتمع معافى وسليماً .. عندها فقط ينتصر الدين ، وكون أنه من المسلمات والمفاهيم التي نعرفها بأن الأنبياء أكبر من أن يُهانوا .. والأنبياء أقوى من أن يُستضعفوا .. فلا يجوز أن نقبل أن الرسول قد أُهين أو مُس .
ومن المؤكد أن الرسول الكريم لا يؤلمه بشكل كبير كلام بعض السفهاء الذي نسمعه من وقت لآخر ، بقدر ما يؤلمه أكثر ارتكاب الكبائر ، وهنا نقول أين المسلمون من الذي جرى ويجري في سورية من إرهاب وقتل للأبرياء وقبلها حصار العراق في التسعينيات من القرن الماضي ، ولاحقاً غزوه واحتلاله من قبل الأميركيين والبريطانيين ، وكذلك ما يجري في ليبيا واليمن .
فإذاً كيف للمسلم أن يغضب على كلام سفهاء لا يعني الرسول لو كان موجوداً ولم يهتم به عندما كان حياً .. ولا يغضب من كبيرة من الكبائر التي ترتكب بالجملة بحق السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين وغيرهم ممن أصبحوا هدفاً للحروب الإرهابية العدوانية التي تقودها واشنطن منذ عدة عقود في منطقتنا ، فأين هي المظاهرات ؟ أين هو الغضب ؟ أين هي الأفعال للدفاع عن هؤلاء الأبرياء ولمنع هذه الكبائر ؟ لم نر شيئاً ، وذلك لأن السياسية دخلت على الخط ، فحتى تحريف القرآن الكريم لم يجد من يغضب من أجله لأسباب سياسية ، وفي النهاية فإن الخوف على الدين من الخارج غير مبرر ولا مكان له ، لأن الخطر دائماً يأتي من الداخل من أبناء الدين ومن أتباع الديانات ، ومن أتباع العقيدة .. ويبدأ هذا الخطر بالتخلف والتطرف وبالتعصب وبعدم قدرة أبناء أو أَتباع تلك العقيدة على التفكير السليم ، وبالتالي الوقوع في شرك الإرهاب الأسود ، وهو ما تعمل عليه الدول الغربية وأنظمتها الليبرالية الجديدة التي تريد نسف قيمنا وعقائدنا ومثلنا العليا ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية مسخرة كل قدراتها الاقتصادية والعسكرية من أجل ذلك.

آخر الأخبار
الاستثمار السعودي حياة جديدة للسوريين ..  مشاريع استراتيجية لإحياء العاصمة دمشق  الباحثة نورهان الكردي لـ "الثورة": الاستثمارات السعودية  شريان حياة اقتصادي لسوريا  أهالٍ من نوى يطالبون بالإفراج عن متطوع الدفاع المدني حمزة العمارين   السعودية وسوريا.. من الاستثمار الى إعادة بناء الثقة   جامعة دمشق تتصدر في تصنيف "الويبومتريكس" العالمي حرائق الساحل.. خسائر تتخطى التوقع وآثار تمتد لسنوات وعقود زخم اقتصادي سعودي في سوريا.. فرصة واعدة لاستقطاب رساميل جديدة المعرض السنوي الأول لمشاريع طلاب "العمارة والفنون" باللاذقية إعادة التيار الكهربائي إلى محافظة السويداء بشكل كامل تأمين وإجلاء عائلة أردنية كانت عالقة في السويداء صحيفة " الرياض" : «منتدى الاستثمار السوري السعودي » ترجمة لشراكات حقيقية بين الرياض ودمشق ماذا تعني محاولات تعديل قانون قيصر في السياسة الأميركية؟ تفاصيل سباق ماراثون دمشق (2025) أسرار وأرقام تُكشف لأول مرة هكذا احترقت غابات اللاذقية مشاتل غراس وبساتين في زراعة اللاذقية.. مزارعون لـ"الثورة": وجهتنا المشاتل الخاصة كيف نتجاوز قلق انتظار نتائج الشهادة الإعدادية؟ "أنيس سعادة الملائكية".. اهتمام بذوي الإعاقة بمشتى الحلو الانتماء الحقيقي حماية ورعاية.. الدكتورة رشا شعبان: التآخي والتلاحم لإنقاذ أنفسنا وبلدنا المنتدى السوري - السعودي منصة للتشبيك.. م. عمر الحصري يكشف عن توجهات استراتيجية مستقبلية في قطاع الط... الشراكة السورية السعودية .. بناء ثقة المستثمرين في سوريا الجديدة