الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:
ماذا يعني أن تغرقَ في لون حِبركَ، وتتيمم دمَك الثائر، ماذا يعني وأنت تحمل عين الحقّ وتلتقط بكبسة زرٍ مشاهد إجرامية وحشيّة لعدو يهمّش وجودك ويسلبكَ حقك في الحياة، ماذا يعني أن يكمّم صوتك الحقّ وأنت ترسل عبر أثير وطنك أن الباطل زهوقاً مهما امتدت أساريره؟!.
ذاك يعني أن وطناً يقاوم بقلمٍ ومحبرة وحناجر، لن يكمم صوته، مهما علا نهيق من يدعون الوطنية في بلد لم يحافظوا على مقدساته، وحرماته، فانتهكوا الأرض والعرض واستباحوا نجاة مظلوم، ذاك يعني أن على الأرض شهداء حق ّارتقوا إلى سماوات سبع شهدت أنهم أتمّوا عملهم الإعلامي في مواجهة الهجمات التحريضية المضللة بسلاح المنطق وقوة الفكر لتعرية أكاذيب الليبرالية التي يطلقها الإعلام المعادي ويفرضها بقوة الهيمنة بما تمليه عليه سياساتهم، شهداء الإعلام الوطني هم من أتموا عملهم المحفوف بالمخاطر دون تردد أو خوف حتى راح منهم ضحايا تفجيرات إرهابية ومنهم من اختطف ولم يعرف إليه سبيل ومنهم من ذبح على يد العصابات التكفيرية ومنهم من قضى نحبه وهو يشهد على الإجرام المفتعل من قبل مدّعي الحرية ليصبح شهيد صورة، حتى بلغ عددهم خلال فترة الحرب على سورية العشرات، قد دونوا خبرهم الأخير وبصموا بدمائهم أنهم في ذاكرة وطنٍ لن يخون ذكراهم، فكما خاطب الرئيس بشار الأسد الإعلاميين في لقائه معهم “خضنا الحرب بشرف وكنتم جنودها وقيادتها، وانتصرنا في حرب خاضها علينا ليس فقط طرف واحد بل عدة أعداء منهم من كان صديقاً ومنهم من كان حلفاء ومنهم من كان ثعلبا”.
وإن كان العمل الإعلامي في فترة الحرب محفوفاً بالخطر فإنه اليوم محفوف بالحذر، لاسيما وأن من يئسوا في انتزاع سيادتنا الوطنية يحاولون عبر إعلامهم المغرض وصفحات تواصلهم الاجتماعي تزييف الحقائق لخرق عقولنا والتأثير على قرارنا الانتخابي الرئاسي المقبل، فأن تكون إعلامياً وطنياً في بلدٍ يعاني ويلات الحرب على جميع الصعد ذاك يعني أنك تؤمن بوطنيتك أكثر من غيرك وترسل للعالم رسالة سورية مفادها: أنكَ اليوم شاهدٌ محلفٌ على ولادة بلد أبى أمام ثمانين دولة تسلط نارها وبارودها وعين إعلامها في تغيير قرارها وسيادتها الوطنية وانتمائها القومي، وتشهدُ أن الشعب السوري لايزال يقاوم الحصار الجائر والعقوبات الاقتصادية عليه بكسرة خبزه رغم ضنك العيش، لايزال واقفاً مع جيشه وقائده حتى تطهير آخر رقعة أرض من الرجس الصهيوأمريكي، فلا يمكننا إلا وأن نكمل الطريق النضالي، وقفنا نحن الإعلام الوطني خلال السنوات العشر جنباً إلى جنب بواسل جيشنا العربي السوري الذي سطر أروع ملاحم البطولة والفخار، ومايزال حتى يومنا هذا صامداً كقاسيونه، فلم تزل معركتنا مستمرة في الميدان وفي الإعلام بكل تقنياته الافتراضية حتى تحولت معركتنا كإعلاميين معركة حقيقة ووجود، ولن نخون دماء من زفّوا لنا بحبر دمائهم أخبار الانتصار، لن نخون من أمسوا أيقونة إعلامنا السوري، بل على العهد سنبقى ولن تتزعزع ثقتنا بأنفسنا وكياننا، ومعركتنا اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى، فكما قال المفدّى الدكتور بشار الأسد “لقد انتهينا من الجهاد الأصغر وبدأنا الجهاد الأكبر، فلا تغتر بما يقوله إعلام العدو”.