بايدن بين موسكو وبكين ..

لم تكن تلك الاتهامات التي صبها الرئيس الأميركي جو بايدن باتجاه موسكو نوبة من نوبات الخرف وقد بلغ من العمر عتياً، وهي ليست كنوبات الجنون والحماقة التي كانت تلتهم عقل سلفه ترامب بل هو يعي تماماً ماذا يقول وكيف يطبق تماماً سياسات إدارته التي رسم ملامحها جيداً مع بحبوحة كبيرة من التفكير قبل تثبيتها والانطلاق لتنفيذها.
عندما كان بايدن يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب “القاتل” ويحمله فبركات مزعومة كانت الإدارة الأميركية تعمل على قلب رأس الناخب الأميركي الذي يتحضر للحكم بين الجمهوريين والديمقراطيين بانتخابات نصفية قريبة وفق سيناريو بات قديماً لاكته ألسنة وسائل الإعلام الأميركي قبل غيرها للتذكير بأن خسارات الحمار الأميركي في الانتخابات الرئاسية السابقة سببها التدخل الروسي من خلف الكواليس لتعديل إعدادات النتائج بما يتوافق ومصالح موسكو وذلك وفق زعم آخر صيحات الدعاية الأميركية.
بايدن الذي كان يقرع الطبل باتجاه موسكو أرسل تحضيرات العرس إلى سيؤول في مواجهة الصين عبر وزير خارجيته الذي تأبط وزير الدفاع لويد أوستن وبدأ بالتحشيد الممنهج ضد بكين متجاوزاً الخطوط الحمراء بالحديث المزعوم عن حكم ذاتي في هونغ كونغ إلى تقويض الديمقراطية في تايوان وانتهاك حقوق الإنسان في التبت إضافة إلى التأكيد على المشكلات البحرية في بحر الصين الجنوبي.
أن تكون أول رحلة خارجية يقوم بها كبار أعضاء إدارة بايدن إلى اليابان وكوريا الجنوبية بهدف تعزيز تحالفات واشنطن في أقصى شرق آسيا فهو أمر يؤكد حتمية المواجهة المفتوحة بين بكين وواشنطن على مختلف الصعد للعمل على محاولة تثبيت التنين الصيني وخاصة أن أوروبا انجرت عن سابق إصرار وتصميم وراء واشنطن وانصهرت بشكل تام في السياسة الأميركية على حساب مصالحها الوطنية لترشح الأخبار عن عزم الاتحاد الأوروبي القيام وفي خطوة لم يقدم عليها منذ عام 1989، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية على فرض عقوبات على الصين بحجة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكَبة ضدّ أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ.
الصين وروسيا مصنفتان على لائحة أعداء الولايات المتحدة الأميركية لتكون مواجهة واشنطن مع بكين مفتوحة ويوازيها مواجهة محدودة مع موسكو لأهداف سياسية على المستوى الداخلي الأميركي ولكن هل حسبت واشنطن خطوات التراجع وسط هذا التصعيد..؟

البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- بشار محمد

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري