الثورة اون لاين- ميساء العجي
في عيدها كل الحب لتلك المخلوق الذي بعثه الله كالوردة، كما النسمة العذبة التي تداعب قلبنا وروحنا كلما ذكر اسمها أمامنا أو مرت ذكراها في خيالنا وتذكرنا الأحاديث بكلماتها وتوصياتها وتحذيراتها فكل شيء منها عذب رقيق .
إن الكلمات والحروف تعجز عن التعبير عما بداخلنا لأعظم انسانة في الكون فهي من أنارت طريق حياتنا وهدتنا إلى الدرب الصحيح، وتحملت من أجلنا مصاعب وقسوة الحياة. لكننا لن ننسى انه في مثل هذا اليوم هناك العديد من الأطفال حرموا من حنان الأم بسبب الحرب العدوانية التي أفقدتهم نبع الحنان الذي كانوا يستقون منه الأمان والطمأنينة، أو بسبب انفصال الوالدين عن بعضهما البعض وترك الأولاد في حيرة وتبعثر وتعثر في حياتهم..
فكما تكون مناسبة اليوم بمثابة فرح وسرور حقيقي لكل طفل يعيش بحضنها
هناك من فقد هذا الشعور وعاش تجربة الحزن والخوف والحيرة،لان فقدان حضن الأم لايعوضه دفء.
تذكر الطفلة هيام التي فقدت والدتها في ظروف الحرب بالقول: إن أمي كانت كل حياتي وفقدانها لا يعوضه أي شيء في الوجود ، اشعر بالحزن كل عام عندما أرى صديقاتي يحتفلن ويشترين الهدايا ويقمن الحفلات من اجل أمهاتهن فيما أنا أذهب كما غيري الكثير الى قبر أمي وأدعو لها بالرحمة والمغفرة..
كذلك ريهام التي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات بعد فقدها لأمها ، تتمنى أن تحضن امها وتطلب منها أي شيء كما تفعل باقي الفتيات، وكم كانت في صغرها تتمنى أن تأتي أمها إلى المدرسة لإحضارها معها الى البيت لكنها غادرت الحياة بسبب مرضها.
فيما الأمر مختلف تماما مع أم أحمد التي باتت تشعر بوحدتها بعد أن أخذت الحرب منها أولادها وتركوها جالسة مع شريط الذكريات ودفتر الصور الذي يمر كل يوم من أمام عينيها كأنه الآن يحدث أمامها، فمع فقدان أولادها فقدت معهم طعم الحياة متمنية منذ تلك اللحظات أن تلحق بهم ، لتعود بعد ذلك وتقول الحمد لله على كل حال.
بينما لعيد الأم هذا العام وقع واثر خاص على ام خالد التي تقول ان منزلنا تهدم واولادي كل واحد منهم يجلس مع عائلته بغرفة فالوضع أصبح صعبا جدا على الجميع وحتى لا يتضايق أحد مني طلبت منهم أن يضعوني في مأوى العجزة وهم إلى اليوم يترددون علي ويسألون عني. لكنه بالوقت نفسه أشعر بغصة وحزن عميق بداخلي على الوضع الذي أصبحنا عليه.
لا يكفي يوم واحد
هيفاء العنوز اختصاصية في مجال علم النفس تقول ان المنظومة القيمية المجتمعية والدينية ركزت على قيمة الأم في السلوكيات والتعامل اليومي مشيرة إلى أن القيم الوجدانية تؤكد على أهمية الأم والأسرة وهذا شيء فطري ولدنا وتربينا عليه وهو تحصيل حاصل في سلوكنا اليومي.
ولابد في الوقت الراهن من السعي والعمل على تعزيز قيم الترابط الأسري بشكل متساو ومتكامل بين الأبناء مايتوجب عدم تخصيص فقط يوم واحد للاحتفال بالأم لأنها تحتاج منا لجميع الأيام وكل الأوقات وكل التضحيات ومع ذلك لا نعطيها حقها.
وأضافت أن الأم هي منبع الحياة وبإشراقتها تشرق الحياة وبحبها وعطائها تزهر الأرض ويخضر الربيع باعثا في النفس الامل ويقظة المستقبل التي تجعل في كل شخص يحظى بحضنها ان يشكر الله ويحمده على هذه النعمة.
إن عيدها مزهو بعيد الربيع المزهر ليذكر العالم بأنها نصفه الجميل والخير و أنها بريق الوجود وسر الخلود ودفء الحنان وسر الأمومة ،وهي مدرسة الأجيال وقوام المجتمعات.