الثورة اون لاين- عمار النعمة:
(كواعبُ من غيمٍ ) عنوان مجموعة شعرية صدرت حديثاً عن الهيئة العامة السورية للشاعر السوري منير محمد خلف ب168 صفحة من القطع الصغير .
تضمنت المجموعة عدداً من القصائد نذكر منها : (ضجيج – كصوت الغيوم على الجبال – صعب غيابك أمي – في حضرة مساء بعيد – لونك لن يراق ..الخ).
أبرز ما يميز تجربة الشاعر منير خلف في (كواعبُ من غيمٍ) هو انحيازه إلى لغة شعرية شفافة مسبوكة بحرفية تجرد الدّال من إرثه الدلالي الموجود في ذاكرة المتلقي، وهذا ما يتضح من عتبة العنوان الذي تنزاح فيه لفظة (كواعب) عن دلالتها المرجعية الدالة على النضارة والشباب المقترن بأنثى من لحم ودم، ليتحوّل إلى مقولة دالة مع القصيدة: الأنثى الرافلة بالحلم، ومن هنا تنطلق المجموعة لتحتفي بانكسارات الذات وغربتها ووحشتها وذكرياتها الوجدانية والمكانية، وهي تواجه شبح الموت الذي يلوح بقوة في المجموعة، من دون أن تتخلى القصيدة في بحثها عن سكينتها وطمأنينتها عن الأنثى والحب، واللون المثقل بالدلالات، لتكون المعاني صبايا من نور يُهدهدن تلك الوحشة، ويُخففن من وطأتها، وهذا ما يجعل من فعل القراءة ورطة لا تخلو من لذة ودهشة.
من المجموعة نقرأ :
أنا وأمي وبيت الحب يجمعنا كشاطىء لملم الأمواه والسفنا
ترتب الزهر كفّاها وترسمنا فواتح الألق الباني, لتحملنا
لقد قرأت لها صوتاً لأغنية أعادت الأمل المفقود والوطنا
تمد لي فرحاً من نبضها وهوىً وبسمة تُطفىء الأوجاع والشجنا .
ومن قصيدة (في حضرة مساء بعيد) نقتطف :
أختاه متّ غريبة وبعيدة,
والأهل حولك يجهلون بكائي
أختاه بي وجع ولست أظنه
إلا ليخنق مهجتي ورجائي
أختاه لولا هذه الحرب المقيتة
لاخترقت مسالك الجوزاء وقطعت
كل حدود هذي الأرض رغم البعيد
والأسلاك والأرزاء .