الثورة اون لاين – نوار حيدر:
أقامت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب فعالية شعرية بمناسبة اليوم العالمي للشعر شارك فيها ثلة من الشعراء. كما تضمنت الندوة تكريم الشاعر الكبير عبد الكريم الناعم .
افتتحت الندوة مقررة جمعية الشعر الشاعرة هيلانة عطاالله بنصيحة بأنه عندما يحاولون استلاب هويتك فاقطف نجمة من سماء الله الواسعة وخبئها في حنايا قصيدتك لتنهل من مداد روحك جرعة الوفاء، ثم انثرها على سياج الوطن.
هذا ما حمله فحوى المهرجان الشعري الذي أقامته جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب بمناسبة اليوم العالمي للشعر.. وقد شارك ١٢ شاعراً من شتى محافظات القطر ، ومن أجيال جمعت الكبار والشباب الذين تناولوا الأنماط الشعرية كافة من قصيدة العمود إلى التفعيلة إلى قصيدة النثر ، كما دعي شعراء من طلاب الجامعة ممن ليسوا أعضاء في اتحاد الكتاب العرب لتسليط الضوء على نتاجهم ، واختتمت الندوة بتكريم الشاعر الكبير عبد الكريم الناعم الذي لبى الدعوة متجشماً عناء السفر رغم وضعه الصحي .
هذا المهرجان كان باكورة أعمال جمعية الشعر بدورتها الانتخابية التي تمت في شهر شباط ، وستستمر بإقامة الفعاليات بالتعاون مع جهات رسمية وأهلية لإيصال صوتها إلى المجتمع، فالثقافة لابد أن يكون هدفها الأول الشرائح الاجتماعية على المستويات كافة ، ومن أقدر من المثقف والشاعر على تحقيق هذه الغاية ؟ وخاصة أننا واجهنا حرباً إرهابية كانت في جذورها ثقافية ، ستبقى سورية منتصرة رغم محاولات طمس هويتها ، وها نحن نرسم آخر خطوات الانتصار .
أشار رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد الحوراني أن اليوم العالمي للشعر كان من الأيام القليلة التي يمكن للمرء أن يسمع فيها شعراً حقيقياً، ذلك أن الساحة الثقافية والمشهد الثقافي امتلأ بالغثّ بعيداً عن الثمين فيما يتعلق بالشعر، فبهذه الفعالية سمعنا شعراً حقيقياً من الشعراء الذين شاركوا في هذه الفعالية، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن هذا الجنس الأدبي (الشعر) ما زال بخير. ولكن يجب علينا أن نغوص عميقاً في المجتمع بين الشباب وبين المثقفين لكي نأتي بالشعراء الحقيقيين لأن هؤلاء موجودين ولكن علينا أن نبحث عنهم.
لفت الشاعر عبد الكريم الناعم أن هذا الاهتمام وهذا التكريم الذي حدث في هذا اليوم -اليوم العالمي للشعر – شيء مبهج في أيام قلت فيها البهجات، وأشار إلى الدور الكبير للشاعر في الاهتمام بالمبادىء العليا والقيم الكبرى كما اهتمامه بالقضايا الاجتماعية الذي يعتبر واجباً خاصة في ظل هذه الأزمة التي تسوء فيها العلاقات الاجتماعية لدرجة مقلقة.
وألقى الناعم قصيدة وكانت بعنوان (وداعاً أيها الشعر) نذكر بعضاً منها:
على شرفات أنّي قد نضبت أُقيم
لا آسى
ولا أرد
كأني ما عرفت الشعر
تياهاً بزهوته
ولا برقت على ظلمائه كبد
كأني لست من أهليه
ذات ضحى
أينكر جلده الولد
كما ألقى الشعراء المشاركون بعضاً من أشعارهم نذكر منهم :
الشاعر أسامة الحمود، بقصيدة عنوانها (شدو الحروف) :
يزدهي صبح البرايا إن سما حرف وحلق
واجتبى سحراً فريداً واصطفى نوراً فأشرق
واهباً للكون روحاً كلما بالشعر أغدق
والشاعر باسل أحمد علي وقصيدته (من أجمل اللحظات) نذكر منها:
إني أحييكم لهذا الملتقى أهدافه وأرجو بأن تتحققا
روّاده وكما أراهم جيداً فيهم أرى نور التفوق أشرقا
بإدارة من أداروا صرحه أعطى الأدب الجميل وأغدقا
ومن قصيدة (دمشق الياسمين وطائر الزيتون)، نثر الشاعر محمود حامد شعراً. نذكر منه:
…من أنتَ؟
كم أوجعتني بك …مقلة
ولكم غصصت على الشفاه مداما
أنا طائر الزيتون؛ شفّ على الصبا
في خافقيك ندى …وهلّ يماما!!
وقصيدة الشاعر فرحان الخطيب حملت عنوان ( نديم الصعود) . بعض ما جاء فيها :
إن للشعر منزلاً فيه ذاتي حين يسمو إلى ذرى المكرمات
أقطف الشعر من جنون رباحي وأداريه من دوار الجهات
وبنات الأفكار عندي صبايا يتحممن في ضحى المفردات
الشاعرة أحلام بناوي شاركت بقصيدة بعنوان (لله زرّك)
استهلتها بالقول :
زرّر قميصك قلبي ليس يحتمل لا ينصف الحسن بدراً حين يكتمل
من أطلق الشمس من تحت القميص ضحى حتى احترقتُ وفاضت بالندى المقل
كتاب صدرك مفتوح وبي شغف إلى القراءة،كم أغرتني الجمل