الثورة أون لاين – لجينة سلامة -طرطوس:
يلقى معرض (شهر الكتاب السوري ) الذي افتتح في العاشر من الشهر الجاري في مراكز ثقافي المحافظات ومنها طرطوس إقبالا ملحوظا من قبل الشريحة التي لا تزال القراءة الورقية هاجسها وملاذها في عصر الشابكة التي استطاعت إلى حد ما السيطرة على اهتمامات الآخرين وتحكمت بتوجيههم إلى مصادر قراءاتهم وثقافتهم بغض النظر إذا كانت هذه الثقافة تخصهم أو تنتمي إليهم .بل هي بشكل أو بآخر تعمل على أخذهم إلى مالا يشبه عوالمهم وطبيعتهم وطباعهم .
فإذا ماتسنى لك زيارة معرض طرطوس ل (شهر الكتاب السوري ) ,ستلتقي يوميا بنخبة من القراء الذين اعتادوا زيارته وكذلك مركز البيع ذاته ومتابعة إصدارات كل ما هو جديد.خاصة وأن نسبة الحسم تصل لحد الستين بالمئة (60%)من ثمن الكتاب ماعدا الدوريات والمجلات ,وهي نسبة تشجع القارىء على الشراء واقتناء ما ينقص مكتبته المتواضعة من إصدارات الهيئة العامة للكتاب برعاية وزارة الثقافة خاصة في ظل ارتفاع ثمن الكتاب .وأكثر ما يلفت انتباهك في المعرض هو حرص الأهل على شراء كتب الأطفال سواء كانت دوريات أو مجلات مثل (شامة ) وقصص و حكايات عالمية قصيرة وأناشيد وشعر ومسرحيات تخص أدب الأطفال. بالإضافة إلى اقتنائهم الدواوين الشعرية لأدباء محليين وآخرين عرب وأجانب. ولا يغيب عن المعرض رواده من متابعي كتب الموسوعات العلمية والخيال العلمي .فيما تذهب شريحة ليست بالقليلة لاقتناء الروايات العربية والعالمية ومجلات (المعرفة ) ودوريات الحياة السينمائية والمسرحية والموسيقية والتشكيلية التي لها قراؤها النوعيون ولفترة طويلة من الزمن .طبعا لا تخلو أقسام المعرض من الكتب السياسية والتحليلية وبالأخص مسألة الصراع على الشرق الأوسط والحرب على سورية.
وللعلم فإن أيام المعرض تستمر حتى الثلاثين من الشهر الحالي ,ليعود مركز الكتاب والذي هو مقر المعرض , للبيع بنسبة حسم تصل حتى الخمسين بالمئة (% 50) طيلة العام. وتحرص وزارة الثقافة دائما على دعم المركز بإصدارات جديدة من التأليف والترجمة فتقدم كتبا لها متابعوها من الشريحة المستهدفة ,تحترم عقلها وتغني معرفتها وتلبي شغفها بالقراءة التي مازالت تتشبث بها في وجه وسائل التواصل اللاجتماعية .فالكتاب صديق وفي إن هجرته لا يهجرك بل يظل في انتظار أناملك الدافئة لتمسح عنه غبار الوقت فيما يعمل ( الفيس بوك ) وغيره من وسائل التواصل الشابكية ,على سلب هويتك و خطفك من عالمك الفعلي إلى واقع تظن بداية أنه حي يلامسك .لكنه في الحقيقة واقع افتراضي .
إنه الكتاب مازال خير جليس لا غنى عنه مهما حاول البعض التسويق للقراءة الالكترونية ,له رائحة يزيد طيبها الأفكار المنيرة والمعلومة المفيدة في الإحداثيات الحقيقية للإنسان لا في عالم الشابكة التي تفتقد للوفاء ولا تعترف بالروائح أو الأحاسيس .

السابق