“أطفال سوريا المسروقون” وثائقي يثير القضية ويتوعّد بلمّ شملهم 

الثورة – هبه علي: 

يُعتبر فيلم “أطفال سوريا المسروقون” جزءاً من جهد إعلامي وتحقيقي متكامل، يسلط الضوء على قضايا الأطفال السوريين المفقودين، الذين اختطفوا و تم إخفاؤهم قسراً في ظروف غامضة. هذا التحقيق يعكس معاناة الأهالي، ويعزز الأمل في الوصول إلى إجابات وحلول لقضية إنسانية مأساوية.

عرض الفيلم الوثائقي “أطفال سوريا المسروقون” في دمشق القديمة، في بيت فارحي يوم أمس.  وتضمن العرض نقاشاً عميقاً حول قضية مؤلمة تخص  هؤلاء الأطفال،  وقد شهد حضوراً لافتاً من عائلات الأطفال المفقودين ومسؤولين وأعضاء من هيئة البحث عن المفقودين والهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية. هذا الحدث أتاح المجال للتعبير عن الأمل المشترك في إيجاد إجابات وتقديم الدعم للأهالي المكلومين.

تفاصيل التحقيق

بدأت قصة هذا التحقيق الاستقصائي مع بواكير سقوط النظام المخلوع، حيث تزامن خروج المعتقلين من السجون مع بحث محموم عن أحبائهم المفقودين، وخاصة الأطفال. الصحفية الاستقصائية ميس قات، صرحت لصحيفة “الثورة”، أن مشاهد خروج النساء المعتقلات مع أطفالهن الصغار قد لفتت انتباهها، بالإضافة إلى انتشار إشاعات متنوعة حول مصير الأطفال المفقودين.

خلال هذه الفترة، اكتشفت ميس أن العديد من الصحفيين في مؤسسات إعلامية مختلفة كانوا يعملون على القضية نفسها. لذا تم اتخاذ قرار بتوحيد الجهود تحت مظلة “غرفة الأخبار التشاركية..أطفال سوريا المسروقون”. هذا الوثائقي هو جزء من تحقيق أوسع نطاقاً شمل تحقيقات مكتوبة، وبودكاست، ووثائق مصورة، والهدف من هذا التحقيق هو تسليط الضوء على معاناة الأهالي والبحث عن إجابات، فضلاً عن تقديم الدعم للأطفال الذين عثر عليهم والذين قد يواجهون تحديات في المستقبل.

منهجية التحقيق

اعتمد فريق التحقيق في الوثائقي على منهجية عمل دقيقة، شملت فحص وثائق تم العثور عليها في أفرع المخابرات ودور الأيتام ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعد سقوط النظام المخلوع. ومقارنة هذه الوثائق مع شهادات الأهالي واستخلاص معلومات من مصادر مفتوحة مثل منشورات على فيسبوك وتقارير إعلامية من وسائل إعلام معارضة وموالية.

عبرت ميس عن أملها في أن تكتمل هذه التحقيقات بجمع أدلة قوية تؤدي إلى تحقيقات جنائية صارمة، مما يسهم في محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات ويساهم في لم شمل العائلات المفقودة.

دور منظمات حقوق الطفل

من جهة أخرى، أوضح أحمد عرفات، مدير منظمة “حراس الطفولة”، في تصريحات خاصة،أن الدور التنسيقي الذي لعبته المنظمة مع جهات حكومية متعددة، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسة المعنية بالمفقودين صرحوا أنهم “كمنظمة متخصصة في حماية الأطفال، ركزوا على حالات الأطفال المفقودين، مع إعطاء أهمية خاصة للصحة النفسية” .

وأشار عرفات إلى أن المنظمة قامت بتطوير “خارطة خدمات مركزة ومتخصصة” في دمشق وريفها، بما في ذلك منطقة درعا، لاستقبال أي طفل يعثر عليه أو أحد أفراد أسرته. وتابع قائلاً: “نقدم الدعم للأطفال وأسرهم من خلال إدارة حالة متخصصة في الصحة النفسية”.

الفقدان الغامض

وقد تحدث أحمد عرفات عن حالة “الفقدان الغامض” التي يعاني منها الأهالي الذين لا يعرفون مصير أطفالهم، وهي حالة مستمرة من الشك وعدم اليقين قد تستمر لسنوات. وأوضح أن البعض عاش 12 أو 13 عاماً في حالة من التوتر والصدمات المتكررة. لهذا، يعتبر العلاج النفسي للأطفال والأهالي في هذه الحالات مرهقاً، ولكنه يحمل في طياته أملاً بتحقيق نتائج إيجابية.

التحقيق الدولي

يُذكر أن الفيلم هو جزء من تحقيق دولي أوسع يركز على إيداعات الأطفال السوريين في مؤسسات أمنية ودور أيتام، حيث تم إخفاؤهم لسنوات طويلة بالتعاون مع مجرمي الحرب. التحقيق يُظهر تواطؤاً بين دور الأيتام ومؤسسات الأمن التي عملت على إخفاء الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، حصلت هذه المؤسسات على تمويل دولي، مما يضيف بعداً جديداً للقضية.

المنظمات المشاركة

نسق التحقيق الدولي منظمة لايت هاوس، بالتعاون مع منظمات حقوقية سورية ودولية مثل”نساء ربحن الحرب، سراج، ديرشبيغل، بي بي سي، وأبزيرفر”. تم نشر نتائج التحقيق بخمسة وثلاثين لغة ، مما ساعد في زيادة الوعي الدولي حول هذه القضية.

آخر الأخبار
سوريا تعزز موقعها الاستثماري في "مبادرة مستقبل الاستثمار 2025" بالرياض   الدواء السوري يعود إلى الواجهة   دعم منظومة مياه الشرب في بصرى الشام بدرعا   مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة