الثورة – علاء الدين محمد:
في الجلسة الثانية والعشرين من الصالون الفكري الأدبي في دمشق اليوم، تم تناول موضوع “الثقافة وخطاب الكراهية” من قبل عدد من الكتّاب والشعراء.
وقد تباينت الآراء حول وجود هذا الخطاب وأسبابه، ما جعل النقاش أكثر تعقيداً وغنى.
طرح الشاعر إبراهيم منصور فكرة فلسفية عميقة، مستنداً إلى مقولة سارتر “الوجود يسبق الماهية”، مشيراً إلى أن هوية الإنسان ليست ثابتة، وإنما هي عملية مستمرة.
ولكنه تساءل: هل نحن قادرون حقاً على التحرر من الهوية الثقافية التي ورثناها، وهل يستطيع المجتمع أن يدعم هذه المساعي نحو التغيير؟.
الثقافة مرآة للشعوب
الدكتور طارق العريفي تحدث عن دور الثقافة في تشكيل وعي الشعوب، وإيصال قيم التفاهم والتسامح.
أشار إلى أن هذه القيم، في مواجهة خطاب الكراهية، أصبحت مهددة بسبب انتشار هذا الخطاب عبر الإعلام والوسائل الرقمية.
خطاب الكراهية وتهديد السلم الأهلي
تم التعريف بخطاب الكراهية على أنه كل تعبير يحرض على العنف أو التمييز ضدّ فئة معينة.
ويعتبر هذا الخطاب من أبرز أسباب تهديد السلم الأهلي، إذ يعزز الانقسامات الطائفية والعرقية والفكرية، ويقود إلى إشعال النزاعات في المجتمعات.
دور الإعلام والنخب الثقافية
العريفي أكد أن الإعلام غير المسؤول هو أحد العوامل الرئيسة في انتشار خطاب الكراهية، إذ يقوم بتضخيم الاختلافات. كما دعا إلى ضرورة أن تتحمل النخب الثقافية دوراً فعالاً في التصدي لهذه الظاهرة، بما في ذلك نشر ثقافة الحوار والتسامح عبر المناهج الدراسية والمنتديات الثقافية.
التعليم والثقافة التعددية
يجب أن يكون تعزيز الوعي الإعلامي جزءاً من المناهج الدراسية، لتعليم الأفراد كيفية تحليل الخطاب الإعلامي ومصادره. كما أكد أهمية بناء خطاب ثقافي عقلاني وإنساني يعزز من قيمة الإنسان كمحور رئيسي في أي نقاش فكري.
في النهاية، كانت الجلسة بمثابة دعوة لتجاوز الانغلاق الفكري، والتفاعل الإيجابي مع اختلافات الآخر.
كان التأكيد على أن الخطاب الثقافي يجب أن يرتكز على التسامح والاحترام المتبادل لتجنيب المجتمعات آثار خطاب الكراهية المدمر.