الثورة أون لاين – ناصر منذر:
الجهود المبذولة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة من الإرهاب في سورية، وإعادة اللاجئين والمهجرين بعد تأمين مستلزمات العودة الكريمة والآمنة، والمعوقات التي تواجهها بسبب الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على سورية، كانت أبرز المحاور الأساسية التي تناولها المؤتمر الصحفي السوري الروسي المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار والعمل على تهيئة الطريق لعودة المهجرين، الذي عقد بدمشق اليوم.
وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف عرض خلال المؤتمر جهود الدولة السورية بتوجيه السيد الرئيس بشار الأسد لتأمين عودة كريمة للاجئين بعد انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق من أجل عودة المهجرين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء.
وأكد مخلوف أن الدولة السورية ماضية في تقديم كل الخدمات اللازمة التي تدعم عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب ولا سيما ما يسمى “قانون قيصر” ومنع وصول الأدوية والأجهزة الطبية في ظل جائحة كوفيد -19 واستمرار انتهاكات وجرائم الاحتلالين التركي والأميركي إضافة للاعتداءات الإسرائيلية.
وأوضح مخلوف أن الدولة السورية بادرت إلى تنظيم العمل لتخديم المواطنين السوريين بمختلف المجالات وفى كل المراحل لتمكينهم من الصمود، وتسريع عودة المهجرين واللاجئين من خلال التركيز على إعادة إعمار البنية التحتية، وتنفيذ العمليات الإنسانية وتقديم المساعدة الطبية للسكان، وإزالة الألغام، إضافة إلى تقديم المساعدات للمهجرين وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وأشار مخلوف إلى جملة مراسيم العفو السابقة والتي بلغ عددها 20 مرسوماً ومراسيم السماح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر وإعفاء القروض الطلابية من كل الرسوم والطوابع والتي تسهم جميعها في تأمين بيئة مستقرة ومحفزة على العلم والدراسة، وعلى تأمين الاستقرار والتنمية وتشجع على عودة اللاجئين وتحفزهم على إقامة مستدامة في وطنهم ومنازلهم.
ولفت مخلوف إلى أنه تمت إعادة نحو 750 منشأة للعمل، ويوجد 15 أخرى صناعية قيد الترميم ويجرى العمل حالياً على إعادة تشغيل 700 منشأة حرفية ليصبح إجمالي عدد المناطق الصناعية والحرفية المحدثة في جميع المحافظات 158 منطقة، مبيناً أن العدد الكلي للمقاسم في المناطق الصناعية والحرفية بلغ 59937 مقسماً ما يؤمن أكثر من 30 ألف فرصة عمل.
وفى مجال التعويض على المتضررين في منازلهم جراء الاعتداءات الإرهابية وتيسير عودتهم إلى منازلهم بين الوزير مخلوف أنه تمت إعادة تقييم المخططات التنظيمية لفتح نوافذ استثمارية وخدمية وتنموية على مستوى كل وحدة إدارية محفزة لإعادة بناء المساكن المتضررة إضافة إلى تنفيذ مشروعات خدمية وتأهيل طرق وخطوط صرف صحي وتأهيل حدائق لتعزيز وتحسين الواقع البيئي حيث وصل عدد المشروعات في الربع الأول من هذا العام إلى 500 مشروع مع الموافقة على منح المنشآت إذناً بمزاولة نشاطها بهدف تحفيز العمل في المشاريع والحرف والورشات الصغيرة ضمن بيئة مستقرة من الناحية الإدارية والقانونية وتوفير آلاف فرص العمل.
نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري الكسندر فلاديميرفيتش كاربوف أكد بدوره مواصلة العمل بشكل نشط لإعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة، مشيراً إلى عودة //2230909// مواطنين سوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة حتى الآن.
وأشار كاربوف إلى أن مركز التنسيق الروسي نفذ خلال العام الجاري //100// عملية توزيع للمساعدات الإنسانية تضمنت أكثر من //30// ألف حصة بالتوازي مع مواصلة جهوده لنزع الألغام في مختلف المناطق.
وأوضح اللواء كاربوف أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية تشهد نشاطاً كبيراً لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الوقت الذي تشهد فيه منطقة خفض التصعيد في إدلب ظروفاً سيئة تمهد لكارثة إنسانية بسبب تزايد أعمال العنف من قبل العصابات الإرهابية بحق المدنيين، مشيراً إلى أنه يتم يومياً تسجيل ما بين 25 و 30 خرقاً لنظام وقف الأعمال القتالية من قبل جبهة النصرة الإرهابية، داعياً إلى فتح المعابر الإنسانية لتمكين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين من العبور إلى المناطق الآمنة المحررة.
وأكد اللواء الروسي مواصلة روسيا مبادراتها لفتح مراكز العبور بالتنسيق مع الدولة السورية، مطالباً النظام التركي بسحب التنظيمات الإرهابية الموالية له من مراكز العبور.
اللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري أكد من جانبه أن ما تم تحقيقه بعد عشر سنوات من الحرب على سورية هو في غاية الأهمية لجهة استعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، حيث تمكن الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الجو-فضائية الروسية من القضاء على بؤر الإرهاب الرئيسية، وتدمير الكثير من مقرات قيادة التنظيمات الإرهابية ومستودعاتها وعتادها، وهو ما انعكس إيجاباً على عودة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق، وأسهم في عودة مئات الآلاف من المدنيين المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، فضلاً عن إعادة دورة الحياة الاقتصادية إلى العديد من القطاعات الصناعية والزراعية، وإعادة تأهيل المدارس والمشافي والمراكز الخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بتأمين حاجات المواطنين الأساسية.
وأشار اللواء سليمان إلى أن خروقات التنظيمات الإرهابية الموالية لقوات الاحتلال التركي //باتجاه أرياف إدلب واللاذقية وحلب وحماة تعرقل المساعي والجهود السورية الروسية لإخراج المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب، محذراً من استمرار الاحتلال التركي في نهجه الرامي إلى تغيير البنية الديمغرافية للمناطق التي يحتلها وتهجير سكانها وتوطين الإرهابيين مكانهم، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال التركي تواصل شن اعتداءاتها على مناطق عدة بريفي الرقة وحلب موقعة العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.
وأكد اللواء سليمان أن قوات الاحتلال الأميركي تواصل إدخال قوافل الأسلحة والإمدادات اللوجستية إلى قواعدها اللاشرعية في الأراضي السورية إمعاناً في ترسيخ وجودها المحتل ودعم الميليشيات الانفصالية في نهب النفط والثروات السورية، كما يواصل الاحتلال الأميركي نقل إرهابيي “داعش” وإعادة تجميعهم وتدريبهم وتسليحهم بغية شن اعتداءات جديدة على المدنيين الآمنين ونقاط الجيش العربي السوري في البادية السورية ما يعرقل الجهود السورية الروسية لترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المناطق والقضاء على ما تبقى من فلول تلك التنظيمات.
وأشار اللواء سليمان إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإطالة أمد الحرب، وأن داعمي الإرهاب من أطراف دولية وإقليمية فرضوا العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر بهدف تجويع الشعب السوري وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الكريمة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن السياسات العدوانية للاحتلالين الأميركي والتركي تتزامن مع سلسلة الاعتداءات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، وأن الاعتداءات الإسرائيلية غالباً ما تتزامن مع اعتداءات التنظيمات الإرهابية على قوات الجيش العربي السوري في مناطق عدة.
وجدد اللواء سليمان التأكيد على أن قواتنا المسلحة الباسلة تواصل بلا هوادة حربها على الإرهاب بالتعاون مع الأصدقاء الروس لترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق وتخليصها من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية إليها تمهيداً لإعادة الإعمار والنهوض من جديد بسورية واستعادة مكانتها الحضارية والإنسانية.