رسائل غاية في الأهمية والضرورة وجهها السيد رئيس الجمهورية لأصحاب القرار أولاً، وللمواطنين ثانياً خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء أمس .. رسائل تنطلق من صميم الواقع، وتشير لحالات من الخلل في الأداء والتعاطي يجب التخلص منها، وترسم مسارات واضحة وسليمة لمعالجة الكثير من المشكلات التي نعيشها لأسباب خارجية تتعلق بالحصار والعقوبات والحرب الاقتصادية علينا، وأخرى داخلية تتعلق بعملنا وأدائنا ووعينا ..الخ
أولى هذه الرسائل أن كل مايواجهنا من مشاكل في مختلف المجالات يمكننا حله كلياً أو جزئياً من خلال ما نملكه من إمكانات وأدوات، وهذا يعني أن على كل من يعلّق التقصير والترهل في الوزارة او المؤسسة المسؤول عنها على مشجب الأزمة والحرب أن يعيد النظر بتفكيره وممارساته وحساباته من الآن وصاعداً، فلا شيء مستحيل في قاموسنا رغم الظروف التي نمر بها.
وثانيتها أن سياسة الصمت التي يتبعها أصحاب القرار في الحكومة والمواقع المختلفة تجاه المواطن تحت حجج مختلفة، سياسة سيئة وأعطت وتعطي نتائج عكسية في العلاقة مع الشعب، وفِي تفاعل الناس مع القوانين والقرارات الصادرة، وبالتالي على كل مسؤول ابتداع الطرق والآليات المناسبة للحضور الشخصي بين الناس، والتواصل والحديث والشرح والحوار معهم، لان هذا يساعدهم على التمييز بين ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي، ومن ثم على الانتصار مع الدولة في الحرب النفسية التي تشّن عليها الى جانب الحرب العسكرية والاقتصادية.
وثالثة هذه الرسائل أن نقص الموارد الذي نعاني منه يتطلب من الحكومة بمؤسساتها المختلفة إيجاد الطرق الأمثل لحسن استخدام وتوزيع هذه الموارد بشكل رشيد وحكيم ، والعمل بكل حرص واهتمام وجدية لزيادة الإنتاج، كون هذه الزيادة شرط رئيس لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في بلدنا.
ورابعتها أن تفهم المواطن ووعيه وتعاونه مع الدولة أمر في غاية الأهمية لتحقيق النتائج المرجوة من أي قانون أو قرار أو إجراء يتعلق بسعر الصرف أو زيادة الانتاج أو ..الخ ، لانه من دون الوعي العام بحقيقة الأمور لن يتحقق النجاح المطلوب ، ومن دون القيام بالاجراءات الوقائية -في مجال مواجهة كوفيد 19 على سبيل المثال- لايمكن أن تتلافى الدولة أزمة كبيرة في هذا المجال ..وللحديث تتمة.
على الملأ -هيثم يحيى محمد: