بدا التردد والتأرجح واضحاً بين تاجر وآخر في الوقت المستقطع الذي تعيشه حالة الأسواق على وقع انخفاض سعر الصرف.. فهذا الوقت الذي يجب أن تتجه فيه الأسواق نحو انخفاض أسعارها ولو بشكل تدريجي ..يراوغ فيه بعض التجار الصغار والكبار على تحقيق مزيد من الأرباح.
أحد الأدلة ..ضبط العديد من الفعاليات التجارية وهي مستمرة برفع أسعارها رغم صدور نشرة رسمية جديدة.. وفي مقدمتها أحد تجار السكر في ريف دمشق وبحوزته 20طناً يبيعها بزيادة 700ليرة سورية ..فبأي سعر ستصل هذه الكميات الكبيرة إلى المواطنين.. بالتأكيد ستصل بأسعار بعيدة عن السعر المحدد بأشواط.
أمثلة عديدة لمسها المواطن أثناء تعاطيه مع السوق بعد إجراءات الدولة الفعالة الأخيرة لجهة تخفيض سعر الصرف.. ومنها عرض المادة بسعر وعند البيع هناك سعر مختلف.. إضافة لغياب العديد من السلع من مختلف المتاجر وحتى عند باعة الجملة.. وهذا يعني أن هؤلاء لازالوا يراهنون على حصصهم من الأرباح الطائلة التي يحققونها بين لحظة وأخرى.
لكن جميع المعطيات هذه المرة تشير إلى أن رهان هؤلاء لاشك خاسر.. فالاجتماع الأخير للسيد الرئيس بشار الأسد مع الحكومة حمل رسائل مهمة لجهة استقرار وضبط الأسواق والمتلاعبين والفاسدين ووضع الحلول للمشكلات العالقة مع الإشارة إلى أنه لايوجد مشكلة دون حل ولو كان جزئياً.
من الواضح أن الأنظار تتجه نحو ما ستتخذه الحكومة من إجراءات تسرع من تطبيق الحلول التي صوّب إليها السيد الرئيس.. وحددها بإعادة عجلة الإنتاج للدوران و الدفع الإلكتروني وأتمتة توزيع الموارد.. وجميعها حلول أكثر ما تحتاجه جدية التطبيق.. فأغلب الأدوات موجودة خاصة و أن عملية الأتمتة تحظى باهتمام كبير منذ سنوات طويلة وهذا يعني أن تكون أغلب الوزارات قطعت أشواطاً كبيرة.
لابد من التأكيد على أنه إذا كان مختلف أنواع المتاجرين يراهنون على الوقت المستقطع.. فإنهم مستمرون بخسارتهم ومن الضروري مواجهتهم بتطبيق القوانين وتطويرها ودعم ذوي الدخل المحدود ..وكل وقت تتأخر فيه الحكومة عن استخدام مالديها من أدوات وإجراءات.. يكون لصالح هؤلاء في الضغط على الحياة المعيشية للمواطن.
الكنز- رولا عيسى