مسؤولية نشر الوعي لاتقتصر على وسائل إعلامية وإعلانية فقط.. نشر الوعي يتأتّى من الشعور بالمواطنة ومرتهن بقدرة المواطن المثقّف في مجتمعه وبيئته على إيصال المعلومة بدقة وبطرق ليست عصيّة على الفهم لدى فئات معينة قد لاتتوافر المعلومة بين يديها وقد لا تكون متاحة لغالبية الناس وبخاصة في قرى ومناطق نائية.
محاولات إسقاط المجتمع السوري داخل نفق مظلم وداخل إطار ضيّق وإبعاده عن مجالات التنوّع فخّ من أفخاخ تحطيم الذات الوجودية الوطنية، وقد استغلت هذا الفكر قوى عميلة وعدوانية كبيرة وقد أيّد ذلك تلك الهجمات الإرهابية سواء منها العسكرية أو الحصار الاقتصادي أو الهجمات الليبرالية والفكرية التي تعود بتاريخها إلى بدايات أشكال الاستعمار والصهيونية العالمية.
وما من عاقل لم يدرك أن عملية تحطيم الذات الوطنية وفق تصورات عدوانية وممنهجة لم تكن منبثقة من فراغ، فقد استغلت قوى الإمبريالية العالمية كلّ الطرق والوسائل لضرب بنية وتماسك المجتمع السوري واستطاعت جلب المرتزقة لتعزيز فكرها والتشظي المجتمعي جنباً إلى جنب مع سفك الدم السوري.
الشعار الذي رفعته دول العداء لسورية في الأيام الأخيرة بعد الفشل الذريع في امتلاك السيادة والأرض السورية هو محاولة زعزعة الثقة بين أبناء الوطن وتحطيم الوحدة الوطنية وبنيتها الاجتماعية، وكان التلاعب بسعر الصرف وسيلة من الوسائل القذرة في محاولة لإسقاط الدولة الوطنية السورية وإضعافها، لكن هذه الأساليب الصهيونية القديمة الحديثة مكشوفة ومعروفة لدى الشعب السوري، وأساليب الصهاينة في محاولة اقتلاع المواطن السوري من أرضه لن تجدي نفعا لأن الصمود السوري الأسطوري على مستوى الجيش والشعب أفشل مخطط تجذير العداوة الداخلية بين المواطن ودولته وأرضه، وانتصرت المواطنة في كلّ المحافل.
المواطنة السورية ليست وليدة يوم وليلة فالتجذّر في الأرض والدفاع عنها وعن سيادة الوطن قرار محتوم ومحسوم لدى السوريين منذ فجر التاريخ، والمشروع النهضوي المقاوم مستمر، وقيم المواطنة العادلة أمضى عزيمة من قوى الإمبريالية العالمية، وكلّ ذلك إلى زوال بقوة الشعب وصبره وإرادته واستمراره في بناء المؤسسات الوطنية المتطورة، وهذا ماأكّد عليه السيد الرئيس بشار الأسد خلال ترؤسه اجتماع الحكومة منذ يومين، والرؤية العلمية الموضوعية لكلّ أمورالحياة تجدي نفعاً وتميّز بين ماهو حقيقي وماهو وهم يُراد به ضرب الوحدة الوطنية وفكرها على مستوى سورية.
رؤية- هناء الدويري