تبقى مصلحة منتخبنا الكروي فوق كل الاعتبارات، وإذا لم تكن قلوبنا عليه، ونحن نراه في أسوأ حالاته، ونوجه النقد البناء لتصحيح المسار وليس لمجرد العتب واللوم، فنحن لا نحبه، فرياضتنا رسالة للعالم مثل فننا وإبداعات علمائنا وكتابنا.
بعد أكثر من عام على التعاقد مع المدرب نبيل المعلول، لم يظهر منتخبنا بهوية جديدة بعد، ولم تظهر بصمات المدرب على أداء المنتخب، الذي لم يشهد أي تطور، فغاب التجانس عن تشكيلة نسور قاسيون.
لم يتوقع أشد المتشائمين خسارة المنتخب ودياً في المباراتين الأخيرتين في أسوأ صورة فنية له من جميع النواحي، وصحيح أن مثل هذه المباريات لاتهم فيها النتيجة ويتم فيها تجريب أكبر عدد من اللاعبين، ولكن في المقلب الآخر يرسم المنتخب فيها خطه البياني المستقبلي وتتجلى نقاط ضعفه وقوته، وهنا للأسف لاحظنا خط منتخبنا البياني الهابط الذي لا يبشر بالخير، فنحن لم نر أي هوية أو تكتيك يذكر، منتخب مفكك، غير خلاق، غير قادرعلى نقل الكرة بسلاسة عبر خطوطه، دفاع مهلهل …الخ، وبدا واضحاً تأثر المنتخب بغياب عدد كبير من نجومه، أبرزهم عمر السومة.
الملفت أن المنتخب لعب خمس مباريات في التصفيات الآسيوية واستقبل مرماه خلالها أربعة أهداف، ما يؤكد الخلل في المنظومة الدفاعية الحالية، وهو جرس إنذار قبل استكمال التصفيات الآسيوية المشتركة أمام منتخبات “متعوب عليها” قوية ومتماسكة وسيكون من الصعب علينا تجاوزها إلى المونديال ما دام الوضع الفني على هذه الحالة.
جرس الإنذار ليس بحاجة لمن يقرعه، هو قرع نفسه بقوة محذراً من نتائج سلبية ستفقدنا الفرحة، على أن الاستجابة لهذا الجرس والتدارك ليس بالمستحيل، بل ولا الصعب جداً، فمتى نستجيب؟.
مابين السطور- سومر حنيش