في لحظات التوتر المجتمعي، تبرز أهمية الحفاظ على وحدة الوطن.. فسوريا التي نعتز بها جميعاً لا تصان بالشعارات العابرة، بل بمنظومة قيم تتجدد في كل علاقة ثقة، بين المواطن وجاره، وبين الفرد ومؤسساته، وبين الطالب ومعلمه، وبين الإعلام وخطابه، وبين القانون وضمير المجتمع، وبين المختلفين في الرأي الذين يجتمعون على احترام الوطن وإن اختلفت آراؤهم.
فعندما يشعر الإنسان أن العدالة قائمة، تظهر في المقابل مساحات أوسع للتفاهم، والحوار، وبناء أنماط من العيش المشترك تقوم على الاحترام والتوازن، وهنا نؤكد على أن الانتصار للقانون لا ينبع من موقف محايد، بل من وعي وطني ناضج يرى في الإنصاف جوهراً للعدالة، وفي المؤسسات ركيزة للوطن.. فحين يسود القانون بوصفه مرجعاً موثوقاً تترسخ سوريا الجامعة، تلك التي تعرف بتماسك نسيجها المجتمعي القائم على الاحترام المتبادل.. فالعدالة هي ما تعيد البناء وتصوغ وطناً يتسع لجميع أبنائه.