في مشهد يعكس نبض الثقافة السورية المتجدد، تستعد وزارة الثقافة لإطلاق الدورة الجديدة من معرض الكتاب الدولي بدمشق، الحدث الذي طالما شكّل نافذةً مشرقة على الفكر والمعرفة، ومنصةً للحوار والانفتاح الثقافي.
منذ فجر التاريخ، كان الكتاب هو الوعاء الذي حفظ المعرفة، ونقل التجارب، وصاغ الحضارات في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتغزو الشاشات حياتنا، ليبقى الكتاب الورقي رمزاً للثبات، ووسيلة للتأمل العميق، بعيداً عن ضجيج العالم الرقمي.
القراءة ليست مجرد هواية، بل هي فعل مقاومة للجهل، ووسيلة لبناء الذات، وتوسيع المدارك، فالكتاب يعلّمنا كيف نفكر، وهو الذي يمنحنا القدرة على فهم الآخر، وتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
معرض الكتاب الدولي بدمشق ليس مجرد مكان لبيع الكتب، بل هو فضاء ثقافي حي، يجمع الكتّاب والقراء والناشرون في حوار مفتوح حول قضايا الفكر والأدب والهوية، تشارك فيه دور نشر من مختلف أنحاء العالم العربي، وتُقام على هامشه ندوات فكرية، وورش عمل، وتوقيعات كتب، مما يجعله مهرجاناً للثقافة بكل أبعادها.
عودة معرض الكتاب الدولي بدمشق هي رسالة أمل، أن الثقافة لا تموت، وأن سوريا قادرة على النهوض من جديد، بالحرف والكلمة والفكر، فلنحتفِ بالكتاب، لأنه أكثر من مجرد أوراق… إنه حياة.